Thursday, June 10, 2010

هل حلق اللحية من الكبائر؟







تقف دعوة الإحياء الإسلامي ضد فكرة اختزال الإسلام في علامتي الحجاب واللحية كعلامات مظهرية وشكلية للورع والتقوى، وبالتالي يعارض الكاتب مزاعم سلفية تقتضي حرمانية حلق اللحية وبالتالي اعتبار فقهاء التقليد أن ذلك من الكبائر، وحتى إن لم يعتبرها البعض كبيرة قد يدعو لكراهية ذلك. يعرض الكتاب رأي المذاهب والفقهاء السلفيين والمحدثين، ثم يعرض رأي الفقه الجديد لدعوة الإحياء الإسلامي الذي يقتضي بعدم حرمانية حلق اللحية لأن القرآن لم يذكر أي شيء عن اللحية. اعتمد من نادى بحرمانية حلق اللحية على أحاديث غير مؤكدة ومشكوك في صحتها. ينتهي الكتاب باستنتاج أن اللحية أمر شخصي وليست فرض. يقول الكاتب أن عدم تحريم شيء ما صراحة في القرآن هو رحمة بالناس وعافية من الله، وأن التطور قد لا يتفق مع نصوص بعينها من الأحاديث، وحتى الأحكام القرآنية هدفها العدل، والتطور قد يدفعنا لعدم تطبيق نص قرآني أو حديث لانتفاء السبب الذي من أجله صدر الحكم.
يرى بعض السلف أن حلق اللحية من الكبائر استنادا على أحاديث ضعيفة، ويقول الكاتب أن معظم فقهاء المذاهب تحاملوا على النصوص النبوية ثم أصاب البعض منهم نوع من التعصب والتزمت والمغالاة، وتناسوا أن الإيمان محله القلب لا أمور شكلية كاللحية. قام القدماء بتعظيم وتقديس اللحية كنوع من المبالغة في عدم التشبه شكلا بغير المسلمين. يتبع فقهاء اليوم الأسلاف بدون تفكير، ويرى عدد كبير منهم وجوب اللحية للذكور، لا قيمة للحية في حد ذاتها ولا فائدة من التحمس لها طالما لا توجد التقوى التي تؤدي لاجتناب النواهي وامتثال الأوامر الدينية. أقصى ما وصل إليه بعض فقهاء العصر الحالي هو كراهة حلق اللحى أي لا وجوب أو إلزام للحية، لكنهم لم يتحرروا من الإطار السلفي للتفكير.
لا علاقة للشكر أو المظهر الخارجي بالدين أو العقيدة، بل يجب أن نتبع الرسول في الدين ورسالته وصدق الإيمان لا في المظهر والمأكل والحركات والسكنات، فهي أمور تأديبية وليست من الرسالة وتركها ليس من الذنوب، وما ينطبق هنا على اللحية ينطبق على الحجاب أو غطاء الرأس كمجرد عادة غير ملزمة. دعاة اللحى والحجاب يريدون إخضاع الناس وتضييق الخناق عليهم، وأدى ذلك للاهتمام بالمظهر على حساب الجوهر. يجب التمسك بجوهر الدين لا المظهر ويجب نبذ التفكير السلفي لأنه لا يجب أن نعيش في الماضي.







Is shaving Beards Permissible in Islam?

The Islamic Revival Call discards the idea of dwarfing Islam into the outer appearance of bearded males and veiled females. These outer signs might be symbols of piety, but they do not necessarily denote inward faith. Ancient religious scholars had overemphasized the importance of growing beards to the extent that they made shaving them strictly forbidden, and almost akin to apostasy. Modern scholars of today are fluctuating between reiterating the ancient views of the ancestors and allowing the matter to be a personal choice. Hadiths that support growing of beards are weak and not verified. Beards for male Muslims are never mentioned as a divine order in the Quran. Accordingly, the importance and honor given to beards are mere signs of bigotry and fanaticism. Appearance has noting to do with real piety and religious faith. Islamic teachings have nothing to do with the outer appearance of male and female Muslims, but they are concerned with human behavior and faith. Discarding the veil and beards is not as sinful as Muslims are made to think for centuries. Heaping much reverence on beards underlay focusing on trivialities rather than applying the core teachings of Islam. If we reject past, Salafist thought, we will get rid of time-honored, old, obscure notions that impede modernity.

نعم للولاء ولا للبراء







يتناول الكاتب فكرة موقف المسلم من الآخر غير المسلم، ويؤكد أن مفهومي الولاء (للمسلمين وللحكام والدولة) والبراء (أي بغض وكراهية وعداوة كل ما هو غير مسلم) بدعة ليست في العقيدة ولكنها مقحمة عليها لأسباب فقهية تاريخية سياسية، وبسبب التأويل المغلوط للقرآن لخدمة ذوي المصالح الدنيوية. بدأت هذه البدعة منذ صراع علي ابن أبي طالب ومعاوية ابن أبي سفيان، ثم استمرت لتوطيد حكم السلاطين التي قسمت الوجود إلى عالم إسلامي خيّر وعالم آخر غير إسلامي وشيطاني هو الضلال والكفر ومصيره الهلاك. استمرت هذه البدعة في المذهب الوهابي الذي أحياها من جديد في العصر الحديث.
امتدت الفكرة المغلوطة لتكفير المسلمين ممن لا يثبتون ولاءهم لمؤمنين وعداوتهم للكافرين، وهذا لا يصح لأننا لا يجب أن نتجسس ونطلع على قلوب الناس ونحاسبهم ونحكم عليهم. الصواب هو الاعتراف بالآخر والتعايش معه في سلام، فلا يعني تحريف الديانة اليهودية والمسيحية عدم الاعتراف بهما. نحن نرفض التكفير للمسلمين ولغير المسلمين، فبدعة الولاء والبراء تشعل الفتن والعداوة والحروب بين الناس ولا يجب أن ينصب أحد من نفسه كمتحدث باسم المشيئة الإلهية ويدين الآخرين من العصاة.
يطعن الكاتب (وكتاب آخرون أيضا) في صحة العهدة العمرية المزعومة التي نسبت زورا لعمر ابن الخطاب بعد قرون من وفاته، لأنها تخالف القرآن وسنة وأعمال النبي ورحمة الإسلام، ولأنها لم تطبق أبدا بل عاش أهل الذمة من اليهود والنصارى في سلام يتمتعون بحياة كريمة في ظل الدولة الإسلامية، وكان لهم ممتلكات وثروات وحرية العبادة وتبوأ بعضهم مناصب في الدولة، عدا أيام الحاكم بأمر الله الذي كان يضطهد الشعب بأكمله لا غير المسلمين فقط. كان اضطهاد الأقليات الدينية شيء مؤقت و كان طبيعي عندما يشمل الاضطهاد كل فئات الشعب. الأرجح أن العهدة العمرية المزعومة دونت لاحقا لخدمة الحكام والسلاطين في استبدادهم وتوطيد مُلكهم.
انتهى مبرر الولاء والبراء بانتهاء الحرب على الإسلام بعد حروب أبي بكر على من خالفوا الدولة، لكن الفكرة عادت بسبب الظرف التاريخي المشار إليه أعلاه واستمر لخدمة الخلفاء، ومن أسباب هذه البدعة تأخر تدوين السنة 100 عام مما أفسح المجال لدس الأحاديث الموضوعة، بخلاف كارثة إتباع السلف بدون تفكير. يؤكد القرآن أن مهمة النبي اقتصرت على التبليغ لا التكفير والحكم على الناس، والله فرض التعددية والخلاف في المجتمع الإنساني حتى قيام الساعة. يقول الكاتب نعم للولاء لكل العالم ونعم للتعددية والتعارف مع الآخر، والولاء هنا بمعنى السعة والقبول والسهولة، فكل شيء حلال عادا ما حرمه القرآن بنص صحيح. لا للبراء لأن الإسلام ليس محكمة تفتيش للاعتقال والتكفير بل رسالة هداية ورحمة، كما أن مفهوم البراء ينافي الموضوعية وعصر الحريات والانفتاح على العالم ويتجاهل التطور وتغير الزمن.

Yes for Loyalty, no for animosity toward Non-Muslims

The author contends that such notions of hating all that is not Islamic and favoring all that is Islamic are wrong. Not all that is designated or described as Islamic is necessarily good, not all non-Islamic nations, things, theories, concepts….etc. are essentially evil. Islam can make use of other non-Islamic theories, concepts, and civilizations for the benefit of all Muslims. No one has the right or the authority to pass judgment on people as heretic, sinners or non-believers. Islam does not call for the animosity toward non-Muslims except in the case of war.
The relation between Muslims and the non-Muslim other should be based on mutual respect, cooperation, and reciprocity. The idea of inherent hatred toward non-Muslims was formed under certain historical and political conditions in the last centuries to serve the purposes of the rulers and warmongers. This false claim was supported by distorted interpretations of some Quranic verses and the insertion of fabricated hadiths in the Sunna. This horrible distortion was a flagrant violation to the Quranic teachings that urge peaceful coexistence and pluralism, with the latter as a rule that will exist until the end of the world. We cannot live in isolation in the age of liberties and technological development, and we should realize that time has changed now. Our loyalty should be now to our world community at large irrespective of religions, if we want to achive any progress in life for the benefit of Muslims.

مطلبنا الأول هو الحرية






يتناول الكاتب قضية الحرية من زوايا عدة لكنه قبل ذلك يؤكد مبدأ عام، حيث يجب أن تكون الحرية بجميع مستوياتها هي المطلب الأول قبل أي مطلب ديني أو دنيوي وقبل شعارات تطبيق الشريعة الإسلامية، فهي التي تحول دون الشطط والخطأ وتحمي الأفراد من البطش والاستبداد وانتهاك حقوق الأفراد، وتمهد للتفكير السليم وإعمال العقل وتمكن من تصحيح أية أخطاء. يقول الكاتب في الباب الأول من الكتاب أن للحرية طابع فردي وآخر جماعي وكلاهما متداخل، وأول وأعلى مستوى للحرية هو حرية الفكر والاعتقاد، ثم حرية التعبير في الكتابة والصحافة ووسائل الإعلام، ثم حرية العمل الاجتماعي والسياسي في تشكيل المنظمات والأحزاب، وفي النهاية تحرير المرأة على عدة مستويات.
حرية الفكر والاعتقاد هي أساس جميع مستويات الحريات الأخرى وبدونها يستحيل تحقق أي قدر من الحرية في أي مجال على كافة الأصعدة، ويشمل هذا حرية تغيير المعتقد الديني نفسه بدون تكفير أو تجريم، فالوقوع في الخطأ لا يبرر كبت وقمع الحريات.
حرية التعبير هي أن يتمكن الفرد من الإعلان عن فكره ونشرها بأي وسيلة متاحة بدون رقابة أو قيود أو حظر أو تجريم، وهذا النوع من الحريات يقود المجتمع للتقدم والازدهار على كافة الأصعدة، وأحداث التاريخ يثبت صحة ذلك. إن حظر مناقشة أي شيء باعتباره من المحرمات والثوابت يمنحه هالة من القداسة الوثنية ما يؤدي للجمود الفكري والتخلف، لكن النقد ليس معناه الهجوم والتجريح والسب، ولا يجب تجريم وتكفير أي ناقد لأنه يحرك المياه الراكدة في الفكر ويدعو للبحث عن الحقيقة والسعي وراء الحكمة، بل يجب أن يفند أو يرد على الفكر بفكر مماثل. يجب إلغاء أي قيود على كل وسائل التعبير لتقوم بدورها في دفع البشر لطريق التقدم وتحمي حقوق الإنسان فهي أكبر عامل للنهوض السياسي والاجتماعي والاقتصادي ونشر الثقافة والمعرفة.
الحريات الفردية السابقة تفوق في الأهمية الحريات الجماعية التالية لها والمبنية على أساسها، وهي حرية التنظيم النقابي الأقل حظا في مصر، وحرية تكوين الأحزاب والمنظمات المجتمع المدني.
لا تقل حرية المرأة عن الحريات سالفة الذكر ، ومشكلات حرية المرأة لا تكمن في المستوى الرسمي والقوانين بل في المناخ الذي يحيط بها في المجتمع والعادات والتقاليد والأعراف والمفاهيم المغلوطة والحساسية المفرطة فيما يتعلق بوضع المرأة. أسوأ وضع للمرأة هو تصورها دوما أنها تابعة دوما للأب والأخ والزوج. عطل الفقهاء القدامى لقرون طويلة أحكاما شرعية تحرر المرأة وقهروها وقمعوا حريتها الشخصية. لن تتحرر المرأة إلا بإدراك العربي المسلم لجوهر حرية الإنسان وأن المرأة إنسان، وهذا الإدراك يحتاج لجهود مكثفة ووقت طويل للسماح للمرأة بالاختلاط وحرية الحركة وارتداء الملابس بأنواعها ونبذ العنصرية والحساسية والنظرة الدونية للنساء واحتقارهن بزعم كونهن أقل ذكاء وعقلانية.
في الباب الثاني يتناول الكاتب تفاعلات الحرية في المجتمع ذي الطبيعة المركبة المعقدة، ويقول أن أبعاد مفهوم الحرية هي الفكر والحق والعمل. الحرية الفردية تصب في النهاية وتخضع لحرية المجتمع فالإنسان لا يعيش بمفرده، وقد تسلب الحياة المدنية الحديثة في المجتمع حرية الفرد الذي يخضع للقوانين والأعراف التي تنظم حريته، وهذه هي العلاقة بين الحرية والقوانين المنظمة لها.
من الأبعاد الأخرى التي يتناولها الكاتب مسألة ارتباط الحرية بالعدالة فهما ليسا متعارضان بل متكاملان وتحمي وتكفل إحداهما الأخرى، لكن الحرية المطلقة بلا ضوابط قد تضير تطبيق العدل أحيانا، وفي نفس الوقت العدل كأعلى القيم الإسلامية والقيمة الحاكمة والتي ورد ذكرها كثيرا في القرآن لن تتحقق أبدا في غياب الحريات بأنواعها. بالتالي لا عدالة في غياب الحرية ولا حرية في غياب العدالة، فكلاهما يدعم الآخر. كل ما سبق يستدعي تفعيل الديمقراطية تحت ظل وحماية الحرية لها.
الرد على زعم أن الحرية تثير الفتن والفوضى والقلائل وتهدر المال والجهد والوقت هو أن تطور الحياة سيحول دون استمرار أي جوانب سلبية للحرية، كما أن الاختلاف والتعدد من سمات البشر الطبيعية وثمرة إعمال العقول، كما أن الخطأ سيؤدي بالتجربة للصواب في النهاية. إن سيادة مناخ الحرية سيكفل الاستفادة من التعددية في المجتمع.
يتناول الكاتب في الباب الثالث أعداء الحرية ومناهضيها وهي السلطة القامعة لكل الحريات بكامل مستوياتها، والحياة العسكرية بانتهاكها للخصوصية الفردية والإجبار على الفجاجة والوحشة والطاعة العمياء، ودعاة الحكم الشمولي السلطوي المستبد الذي يقضي على كل الحريات، وأخيرا فقهاء التقليد متبعي السلف ذوي الرؤى المتحجرة للدين ممن يغلقون باب الاجتهاد ويحرقون الكتب ويتمسكون بالمؤسسة الدينية ككيان متجمد مع إضافة هالة من القداسة حوله. يجب أن يكون الولاء الأول للفرد لحرية الإنسان وليس للنظريات والأنظمة والأشخاص.
يختم الكاتب بالباب الرابع ويتناول فيه واقع الحريات في مصر والدول العربية، ودعا لإعادة دستور 1923 مع إجراء بعض التعديلات بالحذف والإضافة، لكونه أفضل دستور يكفل الحريات بشكل ممتاز، لكن انتهى أمرة بثورة 1952، والثورات العسكرية تقضي على كل الحريات بالطبع وتقهر المواطنين. الدساتير التالية لدستور 1923 كانت مفصلة تبعا لأهواء الحكام ولم تكفل الحريات ولم تكن نابضة بالحياة.
يقول الكاتب أن الحريات حالتها أسوأ في الدول العربية مقارنة بمصر، ويضرب الأمثال في سوريا والعراق وحزب البعث في كلاهما والحكم العسكري أيضا في كلاهما وفي السودان، بينما باقي الدول العربية شرقا عادت لجاهلية حكم الشيوخ القبائل، ودول شمال أفريقيا صارت متفرنسة ولم تكفل الحريات لمواطنيها أيضا. الاستنتاج هو أن سر تأخر العرب هو قمع الحرية بمختلف صورها وقهر الإنسان، ولا سبيل للتقدم والرقي إلا من خلال نوافذ الحرية.



Liberty is our First Demand

The author argues that without liberty, on all levels, nothing of progress, development or Islamic Revival could be achieved. Therefore, liberty should be the first demand or people on top of the list of other religious or secular demands. Liberty prevents false steps and decisions, tyranny and repression. Liberty helps to redress any mistakes committed, however small or grave they might be, via freedom of expression, thought, and belief. Committing mistakes should not be a pretext to suppress and quell freedom. There are collective land individual liberties, and both kinds are of paramount importance.
Political freedom would create a renaissance in any Islamic country when other levels of liberty are guaranteed. Liberty of thought paves the way for all other civil liberties and human rights. Liberty guarantees rights, and justice guarantees both rights and all liberties. Considering some things as taboos would give them an aura of hallowedness, which is pagan-like, and thus, leading people to mental rigidity and backwardness, as they would not discuss these taboos. Hence, the quest for wisdom and the search for truth are impeded.
Any thought criticizing something should be refuted by a similar thought, not by resorting to suppression and violence. When freedom of expression is guaranteed, it would be a great facto of development on the social, political, and economical levels. Another important multi-faceted issue is the liberation of women. Women are suppressed due to false, deep-rooted notions, which are inherent in the society since many ages, chief among them the claim of women as being mentally inferior to men.
Liberty is closely linked to the value of justice, as both propagate and guarantee each other, yet each one prevents the other from misuse and manipulation. They complement each other under the legitimacy of democracy, law, and pluralism. Our loyalty should be to personal liberty first, not to theories, systems or leaders.

مسئولية فشل الدولة الإسلامية في العصر الحديث وبحوث أخرى






يجمع الكتاب عدد من الأبحاث التي كتبت عبر سنوات سابقة، وتتناول تلك الأبحاث بشكل عام تحديات وهموم الأمة الإسلامية وتطرح بعض الحلول والمقترحات، وموضوعات الأبحاث هي قيام الدولة الإسلامية، والإخوان المسلمين وأهدافهم، وغياب الرؤية الإسلامية في المجتمع، ومحنة الجاليات المسلمة خارج ديار الإسلام وأزمة الهوية لديهم، ومسألة وحدة الأمة الإسلامية، ومفهوم الصحوة الإسلامية، والدستور الإسلامي، ووثيقة الشهيد حسن البنا عن الوحدة العربية عام 1944، بخلاف قضايا أخرى يناقشها الكاتب في ثنايا هذا الكتاب الفريد.
بالنسبة لمسألة فشل قيام أي دولة إسلامية في العصر الحديث، يسرد الكاتب أمثلة تاريخية لعدة محاولات في عدة أقطار إسلامية، ولكل مثال ملابسته وظروفه وأسباب مختلفة للفشل. كانت أول دولة إسلامية مثالية هي عهد النبوة في المدينة المنورة (10أعوام)، ثم الخلافة الراشدة لأبي بكر وعمر بن الخطاب (30عام) ثم حال المُلك العضوض دون استمرار المسيرة واختلفت ميزان المُثل والقيم والمبادئ الإسلامية، ثم جاءت تحريفات فقهاء إسلام السلاطين والحكام. من أهم أسباب فشل قيام أي دولة إسلاميا حديثا التآمر الخارجي وانقسام أتباع أي زعيم روحي بعد وفاته وتقاتلهم، وعدم وجود رؤية ومنهج ونظرية ومقومات نجاح سياسي، كما كانت تلك التجارب تفشل لأنها تقوم على فكرة الحكم الثيولوجي من منظور قهري لا سياسي، مما أدى لتداخل العقيدة في أمور الشريعة، و آخر أسباب الفشل هو قمع الحريات وقهر المفكرين والمثقفين. نجاح الدولة الدينية في إيران والسعودية كان جزئيا وليس كليا ونتج عنه مساوئ كثيرة. تحديات قيام الدولة الإسلامية هي: توفير الكرامة والحرية والعدالة وتحرير المرأة وعدم تحريم الفنون والآداب ومنع القمع وترك السلف و أخيرا فهم روح الإسلام.
بالنسبة للإخوان يقول الكاتب أن هناك لغط كثير حولهم والدولة تعتبرهم جماعة محظورة على الرغم من أنهم موجودون شئنا أم أبينا، وكثير منهم أعضاء في مجلس الشعب، والإخوان لا يعتبرون أنفسهم صفوة المجتمع ولا يحبون الحديث عن أنفسهم وأفعالهم، ولا علاقة لهم بالإرهاب، فمؤسس الإخوان الشهيد حسن البنا أراد تربية عناصر شابة رياضيا وإيمانيا لأنه كان يعلم أن الوعي الإيماني أهم من الوعي السياسي. يقول الكاتب أن هدف الإخوان ليس الوصول للحكم أو السلطة أو تكوين حزب إسلامي، بل أن الهدف هو إشاعة الفهم الإسلامي بين الناس، وهم لا يحبون السياسة لمفاسدها، ولذلك يعتبر الهجوم عليهم تسطيح للأمور. ينصح الكاتب الإخوان بأمرين: 1) الدعوة للإسلام كمنهج حياة بحل مشكلات الشعب والوطن وفئات معينة كالشباب والقيام بالواجب الإنساني تجاه المكروبين مثلا 2) تجديد الفكر الإسلامي بالعودة للقرآن ونبذ الخلافات الفقهية والمذهبية وترك التراث والسلف، والتحلي بالمرونة والتوقف عن إتباع الأجداد.
القضية التالية التي يعالجها الكاتب هي غياب الرؤية الإسلامية في مصر، على الرغم من أن الإسلام هو اختيارنا الحضاري وهو أصل القيم والآداب، وعلى الرغم أيضا من أن الدين هو الأساس الحقيقي للحضارة. الدين يمنح السلام النفسي الذي لا تحققه القيم المادية الاستهلاكية والاستمتاعية ولا تحققه الفنون والآداب. يقول الكاتب أنه لو استلهمت حضارة الغرب قيم الإسلام لاستكملت ما ينقصها بسبب طغيان المادة. السؤال هنا هو ما سر تخلف وتأخر ديار الإسلام؟ الإجابة التي يطرحها الكاتب هي سوء فهم الدين وغياب الرؤية الإسلامية، وتفاسير القرآن والأحاديث التي أعاقت التفكير بخلاف الظروف التاريخية والسياسية. يجب ألا يكون هناك تدخل بين القرآن والقارئ بتفاسير شتى بل القراءة المباشرة بتدبر وتفكير وتأمل. لقد نهى النبي عن تدوين الأحاديث، لكن ما حدث أن الناس جمعوها وأضافوا لها المزيد بخلاف التفاسير والشروح ما يملأ مجلدات، مما جعل الدين البسيط معقدا للغاية. ذاب القرآن في التفاسير وتحولت السيرة النبوية لغابة ضخمة من الأحاديث والقصص، وكثير منها غير صحيح. كانت النتيجة ظهور المذاهب والمؤسسات الدينية والفقهاء وإقحام الفلسفة والخزعبلات في الدين مما جعل من المستحيل تكوين رؤية إسلامية واضحة ومحددة. الحل يكمن جزئيا في العودة للأصل العظيم القرآن واستخدام المنطق والعقلانية، بخلاف نبذ التراث السلفي تماما.
في بحث آخر يعالج الكاتب مشكلة الجاليات المسلمة في بلاد الغرب، ما بين مهاجر مستقر ومسافر طلبا للعلم أو العمل. المطلوب من المسلم الحفاظ على إسلامه وفي نفس الوقت الاندماج مع المجتمعات الغربية، وليس التقوقع من باب الاستعلاء أو الاندفاع والذوبان بسبب الصدمة الحضارية والشعور بالضآلة والنقص. كلا الأمرين خطأ كبير، فالحكمة ضالة المؤمن، ولا حرج على الإنسان والله يغفر اللمم، ولضمان العفة يمكن للمغترب أن يلجأ لنكاح المتعة حتى لا يقع في الخطيئة، وأن يلتزم في العبادات ويرتدي أزياء مناسبة للمكان ولا يتقيد بزي بلاده. قضية الاندماج تحتاج لخطة محددة طويلة المدى. يمكننا دراسة مثال تغلغل اليهود في أوروبا وأمريكا. يمكن الاندماج بالتزاوج وترية الأبناء على الإسلام واللغة العربية والبعد عن المحرمات تحريما صريحا مع وجود جمعيات تحل مشكلات الجاليات المسلمة.
في بحث آخر يناقش الكاتب مشكلة التآمر من جهة الغرب لإذابة العالم العربي والإسلامي بسبب أن الغرب متقدم عنا تكنولوجيا وعسكريا واقتصاديا وسياسيا، لكن الإسلام هو أبرز المقومات لهويتنا وإرادتنا الحرة، ولن تصمد اللغة والعادات والتقاليد. الحل يكمن في منظومة القيم والمبادئ الإسلامية التي تحقق السلام للفرد وللمجتمع وتجعل للحياة هدف، مما يمنع صدمة الانفلات والذوبان لأن الإسلام منهج حياة ولا يتجاهل الحياة بل يتعامل معها ببصيرة. يمكن للإسلام اختراق أي مجتمع غربي ليؤثر فيه بشكل إيجابي ولإنقاذه من أزماته ومن الخواء الروحاني.
في بحث آخر يتناول الكاتب فكرة الإطار اللا-مركزي لوحدة الأمة الإسلامية، حيث يمكن وقف طوفان المؤامرات من الغرب على الكيان العربي الإسلامي باتحاد المنظمات والدعوات والهيئات الإسلامية بشكل مستقل عن الحكومات، وبشكل لا-مركزي مع قبول اختلاف الشعوب كضرورة لا مفر منها، ونبذ الخلافات وتعميق الصلات مع اتخاذ إجراءات وممارسة الضغوط لكيان ضخم يمثل اتحاد المسلمين على المستوى الشعبي، والهدف هو الوحدة بين الأمم الإسلامية والنهوض الاقتصادي والاستثمار في بلاد العرب وليس في الغرب.
يقدم الكاتب دستورا إسلاميا كمسودة وضعها الإخوان قديما وبها أفكار متميزة وتشجع قيم العدالة والمساواة والتشريع وفقا للقرآن والسنة والاجتهاد، ومن أهم هذه الأفكار استقلال القضاء عن الحكومة ومسئولية الدولة عن كل أفراد الشعب، وتحقيق التضامن الاجتماعي لمحاربة الفقر، وفرض ضريبة الزكاة وتحديد أوجه الإنفاق العام.
في بحث الإخوان والعمل النقابي يشرح الكاتب سر عزوف الإخوان عن العمل النقابي ويشرح للإخوان أن العمل النقابي العمالي يتجاوب مع أصول الإسلام ويمكن من خلاله اكتساب قاعدة شعبية للإخوان.
في بحث ظاهرة الصحوة الإسلامية يقول الكاتب أن الصحوة الناجحة يلزمها أساس نظري وأيديولوجي مبني على القرآن وشخصية الرسول واستلهام فترة الخلافة الراشدة (حكم أبي بكر وعمر به الخطاب)، وتوافر رأس مال قوي، لكن المعوقات للصحوة هي قصور فهم الإسلام بسبب تقوقع الفكر الإسلامي، والقصور في الوصول لصياغة المبادئ الإسلامية التي تجابه تحديات العصر، بخلاف ضعف الهيئات الإسلامية ومعارضة المصالح المكتسبة وظاهرة التطرف الديني واحتكار المؤسسة الدينية في كل بلد للرأي الديني. يكمن الحل الجذري لكل ما سبق في الحرية.
في نهاية الكتاب يورد الكاتب مذكرة الإمام الشهيد حسن البنا عن رأي الإخوان في الوحدة العربية، والتي قدمت عام 1944 قبل تأسيس جامعة الدول العربية، وتوضح تأييد الإخوان لهذه الوحدة، وملخص أفكار هذه المذكرة هي: الإسلام عروبة بعد العروبة، والعرب أمة واحدة، وهناك مطالب تساند الوحدة مثل إلغاء الحواجز الجمركية وجوازات السفر، وزيادة التعاون الاقتصادي والتعليمي والتشريعي والعسكري والسياسي وتعاون الحكومات فيما بينها، ورعاية الأقليات المسلمة في بلاد الغرب، وتعزيز الروابط بين الدول العربية والدول الإسلامية غير العربية.












The Responsibility of the Failure of the Islamic State, and Other Research Papers

This book comprises separate research papers covering various issues concerning the Islamic nations, and proposes some suggestions and solutions. Chief among these issues are the issue of failure in establishing an Islamic state, the Muslim Brotherhood, the absence of an Islamic vision in society, the problems of the Muslim immigrants in non-Muslim societies and their identity crisis, the Islamic reawakening, the Islamic constitution, among other important issues.
As for the issue of failure in establishing an Islamic state, the author cites many attempts in many countries in various conditions. There are many reasons for their failure, like the lack of firm theoretical and ideological basis, spread of theocratic rule, and suppression of all liberties. Partial success of the theocratic state in Iran and Saudi Arabia is not without its sacrifices and negative sides, and it has resulted in many violations of human rights.
As for the Muslim Brotherhood, they are outlawed in Egypt, though they still existing until now. Some of its members are members of the parliament as well. They have no links to terrorism, and their aim was not to form an Islamic state of theocracy as some might claim. The Muslim Brotherhood was established by the martyred imam Hassan Al-Banna who wanted to restore faith in the hearts and deeds of the Egyptian people, and he had no political aims. The author calls them to apply Islam as a way of life, not just mere slogans, but to perform acts of charity and help people, as well as to form unions and syndicates…etc. and urges them to renew Islamic thought by returning to the Quran while discarding doctrinal and fiqh differences and Salafist thought to attain flexibility and popular approval.
As for the lack of an Islamic vision in Egypt, despite the fact that Islam is a major component in our civilization and a source of inner peace and curbing materialism, but the problem lies in the misunderstanding of religion. The deluge of interpretations of the Quran and hadiths coming from the past centuries, as well as other historical and political conditions had led to our backwardness. We should read the holy text itself without the mediation of any sort of interpretations that complicated the simple message of Islam. This heritage had filled thousands of tomes, and had been time-honored and hallowed for no reason whatsoever. The result was the lack of an Islamic vision. The solution partially lies in rejecting Salafist heritage and using logic and rationalism.
As for the problems of the Muslim immigrants in non-Muslim societies and their identity crisis, they have to acculturate to the societies in which they live in, and avoid living in isolated ghettoes. At the same time, they should keep the rituals and practices of their Islamic faith. Islam can save the Western world from its spiritual void.
As for the Islamic nations, they should be united in many objectives apart from their separate governments. They should unite in a non-governmental organization to achieve goals like economical development and investments in Arab countries, for example.
As for a draft for the Islamic constitution, it should encourage values like justice, equality, liberties, and sharia, according to the Quran, the verified Sunna, and wisdom. The Islamic constitution should include social solidarity to eliminate poverty, and laws to impose Zakat in the form of a tax. As for the Islamic reawakening, it should be based on a firm ideological and theoretical foundation derived from the Quran and the verified Sunna of the prophet Muhammad. We should aim at improving financial capitals and local investments, while we grant all levels of liberty and fight sociopolitical corruption.

لا حرج: قضية التيسير في الإسلام







يقول الكاتب في هذه الرسالة الموجزة أن التيسير ليس مجرد رخصة في الإسلام بل أصل من أصول الشريعة، وأن الغلو والإفراط والتشدد ليست من سمات الإسلام. الجديد هنا هو أن التيسير ليس مجرد رخصة فقط في حالات معدودة بعينها كما هو شائع، بل يثبت الكاتب بأدلة مستقاة من القرآن والسنة أن التيسير هو أصل من أصول الشريعة. يؤكد الكاتب أن الفقهاء أغفلوا أهم مقاصد الشريعة وهو مصلحة المجتمع والفرد مما أبعدهم عن التيسير على الناس بل أثقلوا كاهلهم بالتشدد والمغالاة في الأحكام.
في الجزء الأول من الكتيب يفسر الكاتب معنى التيسير، وفي الجزء الثاني يورد بعض الأمثلة لتطبيق التيسير في الحياة اليومية. في البداية يسرد الكاتب الآيات القرآنية التي تحث على التيسير والتخفيف وعدم الإكراه والغلو، ثم يورد من السنة النبوية ما يفصل ما جاء في الآيات بشكل كُلي. شمل التيسير والتخفيف أمور حياتية وأخرى دينية كالصلاة وتكفير السيئات بإتيان الحسنات. يؤكد الكاتب أن تفسيرات الفقهاء للأحاديث والآيات زادت الأمور البسيطة تعقيدا أثقل كاهل الناس لأنها بعيدة عن روح الإسلام ولها منظور ضيق للغاية. يورد الكاتب أمثلة من سيرة وحياة النبي للتأكيد على التيسير والتخفيف في أمور شتى كالصلاة والحج والدعوة والحدود...الخ. مع التأكيد على تكرار عبارة "لا حرج" على لسان النبي مراعاة للظروف لخاصة لكل موقف.
يؤكد الكاتب أن تفاعلات التيسير هي التخفيف والإسقاط والكفارة والتوبة والتجاوز والتدرج، ولكل منها أحوال خاصة وبسيطة، وأورد الكاتب الأمثلة على ذلك. محاولات الجهات الدينية لاستئصال الشرور والشهوات باءت بالفشل لعدم مراعاة أعماق نفسية وطبيعة البشرية ونقاط ضعفها، بينما العلاج الأمثل يكمن في إدراك المذنب لذنبه والتوبة والاستغفار والكفارة في بعض الأحوال. يجب أن تمنع الخطيئة بوازع من داخل الإنسان لا بوازع خارجه بالإجبار. يؤكد الكاتب أن معظم صور التيسير تكمن في العبادات مراعاة لضعف النفس البشرية.
يفند الكاتب فكرة التقرب لله بالمشقة وإذلال الجسد وإخضاعه وتعذيبه، والانهماك في العبادات لوقت طويل بتشدد ومغالاة واعتزال للدنيا. لا يجب على المرء تكليف نفسها بما لا يطيق تقربا لله، حيث يجب مراعاة ظروف الحياة والصحة والمقتضيات العملية أيضا لطبيعة البشر والمجتمع وتعقيدات الحياة وتعدد الاحتمالات. في القسم الخاص بالتطبيقات الحديثة يورد الكاتب أمثلة توضح تطبيق مبدأ التيسير زمنه المشقة مثل الجمع بين صلاتين أو أكثر والتيمم والوضوء والغسل والصيام، مع بيان لبعض الأحوال والأحكام في كل ما سبق فيما يتعلق بالمرأة.
الرسالة الختامية للكتيب هي عدم غلق باب التيسير أقره القرآن وأقرته السنة رحمة بالناس ونبذ التنطع والتشدد لأن إرادة الله هي اليسر لا العسر.


Simplifying religious obligations in Islam

Bigotry and lack of tolerance are qualities not typical of Islam, but typical of ancient religious scholars who rejected the notion of the benefit of the individual and the human community. Simplifying religious obligations in Islam is an essential part of Islamic sharia. In many cases, Islam cares for the benefit of the human being. These cases are mentioned in the verified Sunna and the Quranic text with many examples from the life and traditions of the prophet. Simplification is defined and examples of daily life are cited, which covers prayers, ablution, fasting, special issues of women…etc. This kind of views should not be banned; otherwise, people might discard the rituals of the religious practices. Islam and its simple message were made difficult, complicated and convoluted by narrow-minded scholars. It is the will of God to simplify matters of practices and rituals in certain cases as He cares for the benefit and the conditions of the human being. God has created human beings and He knew they are weak and tend to err. He has provided us with means to atone for our sins, to repent and do good deeds, and to curb our lusts. Simplifying religious obligations in certain cases and conditions are a sign of God's mercy for his people, and we should not disobey God in that matter to please bigots and extremists.

كلا ثم كلا لفقهاء التقليد وأدعياء التنوير





يرفض الكاتب أراء واتجاهات فقهاء التقليد لعدم مناسبة أفكارهم للعصر الحديث، كما أن الكثير من ركام وغشاوات الماضي يخالف قول الله ورسوله، ويناقش بإسهاب قضية واحدة كمثال على ذلك وهي حد الردة المزعوم، وتفنيده بأدلة من القرآن والسنة الصحيحة، وهذا يشير للتأثير الخطير لفقهاء التقليد ويدل على رجعية وتقوقع التيار السلفي وعدم قدرته على مواجهة تحديات العصر. الحل يكمن في الحرية بكل مستوياتها ولاسيما حرية الفكر والاعتقاد وحرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة، وحرية المرأة...الخ، وأيضا في عدم خلط المفاهيم ونبذ التراث السلفي بالكامل ونبذ التفاسير القديمة والحديثة لقرآن والسنة، وضبط السنة بمعايير قرآنية لتتخلص من ركام الأحاديث الموضوعة والمدسوسة التي تناقض صريح القرآن. يهاجم الكاتب ويقول إنه لا يجب أن يكون في الإسلام كهنوت المؤسسة الدينية التي تحتكر التفسير والتأويل، وتردد أقوال مضى عليها أكثر من ألف عام. لا يوجد إيمان بالحرية وهناك رجعية وتخلف وجعل في الفكر الديني الحالي في مصر بسبب ضلالات وركام الماضي، بخلاف التطرف والتعصب المقيت.
يرفض الكاتب أيضا أراء وأفكار وأيديولوجيات ونظريا أدعياء التنوير، لأنهم أرادوا ضمنيا أو صراحة استبعاد الدين تماما من الحياة ليظل مجرد طقوس وهذا شيء يستفز شعب مصر الذي تغلل الدين في أعماقه منذ أيام الفراعنة، كما أن الكاتب حطم آلهتهم المزيفة سواء كانت أشخاص أو أيديولوجيات (الحضارة الأوروبية- العلمانية - الاشتراكية - القومية...الخ)، وينتقد محولات التنوير: 1) عهد محمد علي الديكتاتوري العسكري الظالم 2) العهد الناصري القمعي المستبد الباطش الذي أدى لانحرافات عديدة وفساد 3) فترة البرجوازية 1919-1952 وسيادة الانحلال الخلقي والفساد واستبعاد الدين. كان استبعاد أي فكر تنويري للدين من الحياة جعل أي أيديولوجية أو نظرية غريبة على المجتمع فلا يتقبلها، ولم يكتب لها النجاح. أدعياء التنوير عانوا من صراع بين الموضوع (مصر الإسلامية دينا وثقافة ولغة) والذات (علمانية الإلحاد والتأثر بوثنيات الحضارة الأوروبية واختلاف التوجهات والمصالح وحكم الأهواء). يتعرض الكاتب بإسهاب للمشكلة القبطية مع تعليق على أحوال الأقباط في ظل طموحات البابا شنودة، وعرض بعض المقترحات والحلول الموضوعية. سبب فشل التنويريين هو الفردية والتشتت الفكري والتعصب للأيديولوجيات وتحكيم سلطان الهوى وغياب الموضوعية واستبعاد الدين.
في القسم الثالث يعرض الكاتب كيفية تلاقي اليمين (التيارات الدينية) واليسار(تيارات غير دينية)، وأشار إلى حاجة المجتمع لتنوير إسلامي مثل ما أراده الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وعلى مبارك، ولاحقا ما نادى به الأدباء والمفكرون المعاصرون، ونريد تحكيم العقل والشريعة معا، لأنه لا حياة بدون دين، والدين لا يعوق التطور. في النهاية يجب القضاء على الفساد وقمع الحريات ويجب نشر التعددية وقيم الإسلام العليا، وهذا يتضح في مشروع الأجيال، ومن أهم نقاطه: الإنسان غاية والدين وسيلة، حرية الفكر والاعتقاد، الجماليات المفقودة، إنصاف المرأة، آليات وميكانزم التفاعل بين ما هو مثالي وما هو دنيوي، استخلاص الأحكام من القرآن بدون تفاسير، نبذ الأيديولوجيات الغريبة عن مجتمعنا، وعدم تهميش دور الدين، وحل مشكلات الأقليات ودمجهم في المجتمع للمساهمة في النهوض به.

No for Scholars of Imitation
And No for the Imposters of Enlightenment

The author refuses to accept backward Salafist thought as t does not suit the modern age, and it differs greatly from the Quranic text, as Salafists veered away from the simple, straightforward Islamic teachings of Prophet Muhammad. This is manifested by tackling one major issue, the proposition to legally sentencing to death any Muslims who converted into any other religion or refused to believe in any aspect of Salafist thought. This notion was a flagrant violation of the liberty of thought and belief ordained in the Quran. There is no obliging reason to continue to hold old-fashioned ideas and outdated concepts of ancient religious scholars. We should discard false, fabricated hadiths ascribed to the Prophet, by using the Quran as a criterion.
Imposters of the enlightenment, on the other hand, wanted to adopt foreign (i.e. European and Western) ideologies and notions, while marginalizing religion altogether, that was why all their claims were neither functional nor viable. The author harshly criticizes three eras of false 'enlightenment' ideologies: 1) the reign of King M. Ali Pasha in the nineteenth century 2) the Nasserist regime in the fifties and sixties 3) the liberal, bourgeois era that marginalized religion (1919-1952).
The author discusses the Coptic grievances, and then offers some solutions for them while dispelling many myths.
In the last chapter, the author offers a solution to combine enlightenment with Islam, while discarding both Salafism and foreign ideologies, in order to forge our own Arab and Islamic comprehensive ideology/project for the next generations in the Egyptian society.

قضية القبلات وبقية الاجتهادات







يقع الكتاب في ثلاثة أقسام يتبعها ثلاثة ملاحق ويسبقها مقدمة، ويقول الكاتب في المقدمة أنه لا يطلق الفتاوى لأن المؤمن يجب أن يستفتي قلبه، ويورد الجدل الذي أثير حول الاجتهادات الخاصة به. يتناول الكاتب في القسم الأول فضية تبادل القبلات التي أثارت أزمة مع المؤسسة الدينية وأهل الفتاوى ممن ضخموا الأمور وهولوا المسألة بغرض إثارة والفتنة والبلبلة، فكان كل هذا رد فعل سيء لأمر بسيط كان مراد منه مصلحة الأمة لا تشتيتها. يتناول الكاتب كيفية تعامل الشريعة مع الضعف البشري وكيف أنه بأدلة من القرآن والسنة نعلم أن الإنسان واقع في الخطأ لا محالة ولذلك يسر الله له وسائل للاستغفار والتكفير عن الذنوب الكبيرة ووسائل للتوبة، وكيف أن الحسنات يذهبن السيئات وصغار الذنوب. يناقش الكاتب مشكلة الزواج في العصر الحديث وأنها دفعته للاجتهاد في فكرة أن القبلات بين الجنسين هي من اللمم لا من الكبائر. هناك فرق كبير بين الخطايا والكبائر وبين الضعف البشري العام (النفسي والاجتماعي) الذي يؤدي للوقوع في الخطأ أو اللمم لا الشر المستطير المتعمد. إن فهم الإسلام للذنب هو أنه في حالة ارتكابه يكون وسيلة للندم ثم التوبة والاستغفار ومن ثم عدم الوقوع في الذنب مرة أخرى، فالإسلام أقر الضعف البشري ونصيب كل إنسان من الوقوع في الخطأ لا محالة، وتلك هي اختبارات وابتلاءات لإصلاح النفس بعد التوبة. بما أن الإنسان بطبيعته يرتكب الذنوب الصغيرة أو اللمم أو أن يقصر في العبادات أدركت الشريعة الإلهية ذلك ويسرت له السبل للتكفير عنها بالاستغفار وإتيان الحسنات. يقول الكاتب الأهم في الإسلام ليس اقتراف الذنوب بل أهمية تواجد الحاسة الإيمانية داخل النفس، والتكفير عن الخطيئة يمنع الشعور بالذنب والندم لمدة أطول من اللازم، وهذا أفضل ممن يظن نفسه بلا خطيئة ولا يستغفر بل يشعر بالزهو ويدعي الكمال. هذه هي رحمة الإسلام التي تفوق التصور البشري. أورد الكاتب آراء العديد من الفقهاء القدامى عن معنى اللمم وصغائر الذنوب وأن الله يغفرها بإذنه في حالة اجتناب الكبائر وفي حالة الاستغفار والقيام بالحسنات. استنادا لعدد من الروايات للفقهاء والمفسرين للقرآن والأحاديث النبوية اعتبر الكاتب القبلات العابرة والنظرات غير المقصودة من اللمم الذي قد تغفره الصلوات. يتناول الكاتب النظرة الدونية الحالية للمجتمع تجاه المرأة وهي نظرة غير إسلامية على الإطلاق، لأن الإسلام ساوى بين الجنسين في الحقوق والواجبات كما نجد في السيرة النبوية وفي العديد من الآيات القرآنية. يقول الكاتب مستشهدا بالعديد من قصص السيرة النبوية أن النبي محمد قد غرس بذرة تعاليم نبوية سامية للتعامل مع المرأة لكن هذه البذرة لم تثمر بسبب العصبية القبلية الذكورية للمجتمع الجاهلي وبسبب قصر مدة حكم النبي للمدينة وأخيرا بسبب تحول الخلافة لمُلك عضوض.
أورد الكاتب العديد من التوجيهات النبوية السامية للتعامل مع النساء، وكيفية التفرقة بين النظرة المحمدية للمرأة والنظرة الجاهلية المقيتة. يؤكد الكاتب حقيقة غائبة عن أذهان الجميع ألا وهي أن الدين ليس هو كل شيء في الحياة بل هو جزء من مجموع جوانب تشكل هذه الحياة. بخلاف تحريف واستغلال مبادئ الدين كحرفة لخدمة أغراض دنيوية، يظن الكثيرون أن الدين فيه كل شيء. على الرغم من أهمية ومكانة الدين لكنه يمثل جانب واحد من الحقيقة من ضمن جوانب عديدة بعضها معروف وبعضها لا يعلمه سوى الله صاحب الحقيقة المطلقة. لا كهنة ولا سدنة ولا مؤسسة دينية في الإسلام تدعى أنها تملك الفهم الوحيد الصحيح للدين. هناك أبعاد متعددة أخرى في الحياة يتفاعل معها الدين ليظل صالحا لكل زمان ومكان، وهذه التعددية في الحياة لا تخالف الدين والإيمان بوحدانية الخالق، ومن أهم الأبعاد العلوم والفنون والآداب والفلسفة والرياضة، وهي الأبعاد التي تمثل الحياة البشرية وسنن الله في خلقه، ولا يصح أن يطغى البعد الديني على الأبعاد الأخرى للحياة الإنسانية بسبب سيطرة كهنوت المؤسسة الدينية. احتكار الحديث عن الدين بواسطة أي جماعة متحجرة الفكر يفرض وصاية ثقيلة وتعتيم ورقابة صارمة على الجوانب الأخرى السالفة الذكر.
يؤكد الكاتب انه من غير المعقول في العصر الحديث أن نتمسك بأقوال فقهاء عاشوا منذ قرون مضت لأن كلماتهم لا تظل صالحة إلى يومنا هذا. الفترة المبهرة المثالية الوحيدة في الإسلام هي حكم النبي للمدينة المنورة ثم حكم الخليفة الأول والثاني من بعده، ثم انحرف المسار إلى الملك السلطوي الوراثي المستبد وما تبعه من تعقيدات وانتكاسات التي أدت للانحراف عن الهدي النبوي وتخلف الشعوب الإسلامية لاحقا. لكن لا ينبغي أن نحاول إعادة عقارب الزمن للوراء لمجرد إعجابنا بحقبة زمنية معينة في التاريخ بل يجب أن نعيش عصرنا لا أن نتبع الأسلاف ونقلدهم بدون وعي بزعم أن الأزمنة الماضية كانت خيرا من زماننا. يقول الكاتب أن العقل المسلم قد تجمد لقرابة ألف عام بسبب التوقف عن التفكير والاجتهاد، ويجب أن تنتقل الأهمية من النص إلى طرق فهم النص ومضمونه والمفهوم منه، وهذا يختلف من عصر لآخر. لا ضرر في الاقتباس من العولمة والمدنية الحديثة ما يفيد العالم الإسلامي ونبذ ما ملا يتفق مع الإسلام وهو قليل، لأن العولمة والتعددية لها نقاط تشابه كثيرة مع الإسلام، كما أن الإسلام خط دفاع ضد أي جوانب متوحشة للعولمة وللعلمانية وسيحفظ للأمة كيانها ويحول دون ذوبانها وفي نفس الوقت يسمح بمرونة التكيف مع العصر الحديث.
يقول الكاتب أن الحب والجمال عالمان مغيبان عن المجتمع الإسلامي حاليا وظل الجميع يقولون بالإعراض عن حب الدنيا والحرص على حب الآخرة فقط واعتبار أن حب الدنيا فتنة وشر مستطير، مع أن الإسلام يعترف بحق الإنسان في الاستمتاع بمباهج الدنيا وورد في القرآن فكرة حب الله، كما أن الجمال في الخلق والطبيعة يشير لوجود الخالق المبدع والجمال من أعظم نعم الله على البشر، وتأمل الجمال في الطبيعة يجمع بين الفن والعبادة معا. لكن قيم الجمال والحب التي هي من مقومات المجتمع الإنساني تضائل الإحساس بها وسط تشدد الغلاة وخوفهم من هاجس الفتن المزعومة، وبالتالي لابد أن تتحرر الأمم الإسلامية من تراثها المعقد الذي ينهى عن الحب والاستمتاع بالحياة مما أدى للنفاق وتشوه النفوس وضلالها.إن الله هو الذي جبل النفس البشرية وأهو أرحم بالناس من بعضهم البعض لأنه خالق النفس وألهمها فجورها وتقواها، فالبشر ليسوا ملائكة لا يخطئون.
في القسم الثاني من الكتاب يورد الكاتب جزء كبير من قصة نشأته وحياته وعلاقته بوالده وبأخيه الأكبر وما هي العوامل التي أثرت في فكره ووجدانه وثقافته وشخصيته، حتى يتعرف عليه القارئ بشكل أفضل، ثم يعرض الكاتب مبادئ دعوة الإحياء الإسلامي التي بدأها عام 2000 والتي تدور حول فكرة الإنسان المستخلف من الله على الأرض ومن أبرز مبادئها حرية الفكر والاعتقاد وإعمال العقل وضبط السنة بضوابط القرآن لاستبعاد الأحاديث المزورة المنسوبة للنبي، واعتبار الحكمة من أصول الإسلام وأن الزكاة في قدسية الصلاة و أن المصلحة العامة هي القاعدة الأهم لكل ما ورد في الفقه والشريعة، وضرورة مجاوزة السلف، وأهمية تحرير المرأة ومساواتها بالرجل واستبعاد فكرة أن الدين الإسلامي يسيطر على كل شيء بل هو جانب واحد من جوانب الحقيقة: (الدين- العلوم- الفنون – الآداب - الفلسفة) وهي جوانب لها عطاءها المختلف عن الدين لكنه عطاء لا يتنافر مع الدين بل ينسجم معه.
يتناول الكاتب في القسم الثالث مناقشة عدة اجتهادات له وإثبات صحتها بأدلة نقلية من القرآن والسنة والسيرة النبوية بخلاف الأدلة المنطقية العقلية، وقال الكاتب إنه لا يحب دلالة لفظة "الفتوى"، ومن هذه الاجتهادات عدم إبطال التدخين الصيام ونفي وجود حد دنيوي للردة في الإسلام لأن هذا الحد المزعوم هو صناعة فقهية، وأن القرآن يذخر بالكثير من الآيات التي تقر حرية لفكر والاعتقاد ولاسيما المعتقد الديني والإيماني، وهناك أيضا الاجتهادات في قضايا المرأة فيما يتعلق بالحجاب والاختلاط وتحرير المرأة وتجريم ختان البنات وجواز إمامة المرأة للرجل، ثم ينتهي الكتاب بملحق مانيفستو المسلم المعاصر ثم ملحق به نبذة مختصرة عن الكاتب في عدة نقاط.

Gamal Al-Banna's controversial religious views

The author discusses many of his controversial religious views that stirred hot debates. Mistakes and petty sins in Islam could be overlooked and forgiven by making good deeds and asking God's pardon. Petty kissing on the cheeks as a way of greeting between unmarried people of any gender is not morally wrong. Patriarchal and chauvinist attitudes, bigotry and lack of tolerance are still dominating our Arab society concerning women, and people refuse pluralism and accepting different views. Salafism should be removed from our thinking and our daily lives. Beauty, arts, and literature are things that refine the human sensibilities. The authors write a semi-autobiography of his life in this book, and he tackles many issues of his call for Islamic Revival.
The author contends that he does not issue fatwas (religious edicts) as he is an Islamic thinker and not a religious scholar. He urges people to turn to their hearts and minds rather than asking a religious figure or authority about anything. The author's radical, revolutionary views often stir the wrath of the established religious institution in Egypt, and they stir hot debate and controversy. The author explains his views in details, and supporting them with textual evidence from the Quranic verses and the verified Sunna. Chief among these views is the clear, simple fact that mistakes and petty sins can be forgiven by atonement, prayers, asking God's forgiveness and pardon and doing good deeds, as a way to repent for these sins.
Another controversy is the inferior look toward women by the chauvinist, patriarchal society, and the dire consequences of this attitude toward woman, which was not urged by Islam. On the contrary, Islam propagates equal rights and obligations for women, as shown in many Quranic verses and the verified Sunna.
Another problem tackled is the false notion that religion is part of every aspect in life however small and secular it might be. Religion is only one aspect of life among other aspects like Love, Beauty, Justice, Literature, and Art...etc. No religious authority or institution can claim to have exclusively the only true understanding of Islam. We cannot possible in our modern era take up views of ancient scholars who lived centuries ago. It is illogical and irrational to follow our ancestors blindly without using our minds. Suppression and tyranny led to distortion of Islam and its clear, simple message with the passage of time. Secularism and pluralism are propagated clearly in Islam if we understand the Quran correctly after discarding old interpretations of it. Islam, in fact, is flexible enough to suit people in all times and places. We should liberate our mind from the shackles of the Salafist thought as it does mot cope with the modern age.

روح الإسلام







في البداية يشرح الكاتب مبررات الأخذ بالإسلام في العصر الحديث: 1) التقدم المادي لا يكفي لحياة سعيدة لأن طغيان الجانب المادي ومبدأ اللذة مع الخواء الروحاني يؤدي حتما لتناقص المنفعة الحدية فتتناقص مشاعر الإشباع فتختفي الراحة النفسية ويسود التوتر والملل والفراغ، ومن بعده السلوكيات الشاذة والتخبط والدمار والشطط، بل والانفجار وتدمير الذات والانهيار. الإسلام طريق التوازن بين متطلبات الروح والجسد وقد ينقذ الغرب من الدمار بسبب الخواء الروحي والبعد عن الفطرة السليمة. 2) الإسلام أفضل صورة للالتزام الاجتماعي وينادي بالعدل والتوازن والحرية وهو شامل وناسخ للأديان التي سبقته. 3) الإسلام أهم مقومات الهوية العربية، فهو متغلغل في الشخصية العربية واللغة والثقافة والتاريخ ونفسية كل عربي.
لاحقا يشرح الكاتب مكونات الإسلام ويزيل الغشاوة التي حجبت حقيقة الإسلام وجوهره الفريد:
1) العقيدة: الإيمان بالقلب والوجدان وخاصة بالغيبيات: وجود الخالق ورسالاته واليوم الآخر.
2) العبادة: العبادات بلا طقوس قاسية وجامدة وبلا مؤسسة دينية أساسها التقوى والخشوع.
3) الخٌلُق: قيم أخلاقية يقدمها الإسلام كمنهج حياة في كثير من آيات القرآن والأحاديث الصحيحة.
4) الشريعة: أي قوانين وسنن لصيانة المجتمع، لكن بمرونة وفهم لتغيير أوضاع المجتمع، مع مراعاة العدل في تطبيق الحدود وأن العقوبات مطهرة وتكفر عن الجريمة.
5) التراث: أي العمق التاريخي والفنون الإسلامية والعمارة والتاريخ والعظة والعبرة منه، لكن لا ينبغي إتباع السلف والمذاهب حرفيا ولا الأخذ بالتراث كله لأن فيه السليم وفيه السقيم مما لا يناسبنا حاليا.
في النهاية يقول الكاتب أن ما سبق لا يكفي وحده، بل نريد الاجتهاد وإعمال العقل وفهم طبيعة الإسلام وروحه وتفاعل مكونتاه وطريقة عمله ووسائله في التقييم ومعاييره في الحكم في قضايا كالمرأة والعمل والفنون والآداب، واستكشاف كنوز مبادئه التي تم إغفالها مثل البدائل، والمقاصة: (أي التكفير عن السيئات بإتيان الحسنات والاستغفار).








The Spirit of Islam


The author explains the reasons justifying humanity's need of Islam. 1) Islam is needed to balance the materialistic existence of fulfilling all physical desires, which might lead to tedium, insanity, insatiability, deviant behaviors, and/or committing suicide. 2) Islam is needed, as it is the best social commitment calling for justice, all kinds of liberties, and minimizing the spiritual void in the life of the human being. 3) Islam is the major feature in the Arab identity, history, and psyche.
Islam consists of sharia, faith, rituals, practices, heritage, morals and values, as well as rationalism to use one's mind to extract the gems of the Quranic wisdom and applying it in our daily lives. When we use our minds, we would reach the true essence, spirit and nature of Islam. Salafist doctrines should be ignored in the modern era. If we rid Islam of thick layers of convoluted, errant, obsolete heritage of Salafism, we would discover the real Islamic criteria to judge many issues such as women's rights, workers' rights, arts and literature ...etc. and other principles which were overlooked in the past like alternatives and atonement for sins.

خطابات حسن البنا الشاب لأبيه










يعرض جمال البنا جانب شخصي جذاب من حياة أخيه الأكبر الإمام الشهيد حسن البنا مع عرض لحياة والده الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا صاحب كتاب الفتح الرباني. الكتاب موثق بصور نادرة لكليهما مع صور للوثائق والخطابات، ويشرح الكاتب الإسهامات التي قدمها الوالد والأخ الأكبر لخدمة الإسلام، لكن لا يعد الكتاب مجرد سرد تاريخي بل للعظة والعبرة وقدوة للأجيال لكي تتعلم الصبر والجلد وعلو الهامة والمثابرة والطبيعة السوية الصريحة والكفاح.
ينقسم الكتاب لقسمين، أحدهما للوالد والآخر للأخ الشهيد، ثم قسم ثالث لصور والوثائق والرسائل. يبدأ الكاتب في سرد تاريخ عائلة البنا بشيء من التفصيل بداية من نشأة الوالد وتعليمه وزواجه وابتعاده عن الطريق الأزهري (المؤسساتي) والبرجوازي، ليقضى سنوات عمره زاهدا في متاع الدنيا لا هم له سوى الانتهاء من كتابه في شرح وتبويب أحاديث أحمد ابن حنبل. يكشف السرد الكثير عن صفات وشمائل الوالد الذي كان يشبه العلماء الأجلاء في تواضعه وتكريس حياته للعلم.
لاحقا يسهب الكاتب في سرد تفاصيل طفولة الإمام الشهيد حسن البنا ونشأته وتعليمه وصفاته الكريمة وكفاحه وصفاته القيادية ومسيرته وتقشفه وزهده، ويكشف عن الكثير من مبادئ حياته. ينتهي الكتاب بصور نادرة وخطابات ووثائق بخط الإمام الشهيد.
Letters of the Young Hassan Al-Banna to his Father

Mr. Gamal Al-Banna presents a brief historical account of the biography of his late father, who spent his life completing his 22-volume book, on classifying and interpreting the hadiths complied by imam Ahmed Ibn Hanbal, who set an Islamic doctrine that bears his name until today. The authors aims to give his father his due, for he led an austere, ascetic life of abstinence for the sake of knowledge and in the service of Islam. He was a role model, and example to be followed by later generations, for his excellent merits and traits as a scholar.
In the second part of the book, the author discusses the letters of his late brother, the martyred imam Hassan Al-Banna, the founder of the Muslim Brotherhood Organization. These letters reveal a lot about his traits, demeanor, and thought, which are useful information for his disciples in the Brotherhood. He was another role model for many generations after his assassination in 1949. he was martyred because of his successful endeavor for the sake of Islam, yet, his message lives on until today.

ختان البنات







يعتبر ختان البنات جريمة نكراء مبنية على أحاديث واهية لم يثبت صحتها، كما أن القرآن لم يذكر لفظة الختان أبدا، بل هو مجرد عادة قديمة في بعض الدول العربية نقلا عن اليهود الذين كانوا ومازالوا يختنون الذكور والإناث. للخان آثار سلبية جسيمة جسمانية ونفسية وقد يؤدي للأمراض وللبرود الجنسي وأحيانا للوفاة . فقهاء اليوم يقلدون فقهاء السلف في ضرورة استمرار ختان البنات، وقليل من المعاصرين يرفضون هذا الرأي الباطل. لا يحدث ختان الإناث في السعودية ويحدث باستمرار في إسرائيل. تنتشر الظاهرة بشكل أقوى حاليا في مصر والسودان.
يذكر الكاتب أدلة من القرآن والسنة الصحيحة والمصلحة العامة والحكمة لتجريم ختان الأنثى، حيث انه ورد عن اليهود في الإسرائيليات التي لا يعتد بها ونقلها العرب عنهم كعادة جاهلية مذمومة ولم تذكر في القرآن لتشرحها السنة، وبالتالي حديث الرسول عنه مع أم حبيبة أو أم أيمن مزور، وكل أحاديث الختان المزعومة ضعيفة جدا وغالبا موضوعة. لا يمت ختان الإناث لسنن الفطرة التي منها قص الشارب والأظافر، وقص شعر الإبط والعانة، والاستنجاء، وغالبا المقصود بالختان في سنن الفترة هو ختان الذكور فقط.
الاستنتاج هو أن السكوت عن ختان الأنثى في القرآن والسنة لا يتضمن إقرارا له. يجب أن نتحرر من أسر العادات القديمة التي اكتسبت قداسة مع مرور الزمن، ففقهاء السلف يقرون هذه العادة البشعة استنادا على أحاديث مشكوك في صحتها، وفقا لما أورده الكاتب من أقوال السلف. أورد الكاتب آراء معاصرة تتبع السلف بدون تفكير وتحاول تبرير الأمر، متناسيين أنه لا ضرر ولا ضرار ولا يجب المساس بالجسم الإنساني. قليل جدا من الأصوات تقول أنه من ترك ختان الأنثى لا جناح عليه.
يفند الكاتب مزاعم أن الختان طهارة ويحد من شهوة المتقدة للأنثى ويعتبر صيانة لعفتها. عدم ختان الأنثى لن يحولها لعاهرة كما يظن البعض، أما عن سر انتشار هذه العادة الرذيلة فلرواج أكذوبة العفة ولأنها تجارة رائجة للبعض. يمكن القضاء على هذه الجريمة بتفنيد الفكرة بالتوعية الدينية والإعلامية بالإضرار النفسية والجسمانية لختان الإناث ونزع الغطاء الديني عنه، ويجب سن القوانين لتجريم ختان الأنثى وتخصيص عقوبات لمن يخالف هذا القانون.










The Crime of Female Circumcision and Genital Mutilation

This is a crime against females that was endorsed by ancient religious scholars in the name of chastity and morality. Islam never mentioned this practice in the Quran and the verified Sunna. This horrible, inhuman practice should be punishable by law, as it causes serious psychological and physical consequences. Prophet Muhammad never talked about this horrible practice, and never urged it. This does not mean endorsing such a horrid mutilation. The prophet urged circumcision of males only to follow the covenant of Prophet Abraham. The practice was maintained first by Jews who used to circumcise both males and females. False hadiths were fabricated to endorse it, and profiteering of such a practice helped to maintain it until the present time. This practice is a flagrant violation of human rights, as it deprives females from enjoying sexual relations later on. Leaving females uncircumcised would not increase their libido, and female circumcision does not abet lust, but rather eradicates it altogether, causing women to be rigid. The sanctioning by religious authority to female circumcision should be lifted. Laws penalizing such a horrible practice should be formulated to curb the female genital mutilation. Social, medical, and legal awareness concerning combating this horrid practice should be raised via the media. Such practice should be eliminated by all possible means.

جواز إمامة المرأة الرجال







أمّت امرأة مسلمة المصلين من الرجال والنساء في نيويورك عام 2005 فأثار الأمر جدلا كبيرا لأن الإمامة كانت مقصورة على الرجال فقط للرجال و/أو النساء وأن تؤم النساء فقط النساء دون الرجال، لكن يجب وضع الأمور في سياقها، فلا يوجد ما يمنع إمامة المرأة الرجال، فهذا يرد على مزاعم الغرب بتخلف الإسلام خاصة وأن الكهنوت المسيحي ومناصبه صارت متاحة للمرأة الغربية بعد قرون من الهيمنة الذكورية. المسألة أثارت جدل واسع لتفشي النفسية الذكورية العميقة التي تبخس المرأة حقها. لنتذكر أن الأحكام ليست ثابتة أو جامدة ثل تتغير مع تغير العلل والحكمة لكل زمان ومكان، ويجب إزالة الغشاوة المتراكمة على مر العصور على الفقه والشريعة، حيث لا يوجد نص يمنع إمامة النساء للرجال، بل أقر القرآن المساواة بين الجنسين في آيات عديدة. بالنسبة للسلف أنكر الجميع حق المرأة في الإمامة ورفع الآذان، وبالنسبة للفقهاء المعاصرين رفض مفتي مصر ومفتي السعودية والقرضاوي وطنطاوي وفقهاء مسلمي أمريكا فكرة إمامة المرأة، بخلاف آخرون أيضا ممن استنكروا الأمر.
يشرح المؤلف رأيه المختلف عن كل ما سبق فهو يؤيد جواز إمامة المرأة الرجال، وينادى كعادته بطرح الفكر السلفي الذي استحوذ على العقل العربي لقرون، ولم يعد يناسبنا، وإذا عدنا للقرآن مباشرة والسنة المؤكدة الصحيحة لن نجد أي إشارة لإمامة المرأة، وما سكت عنه القرآن فهو حلال ومباح وعفو من الله، وليست كل بدعة ضلالة، حيث يمكن توافر شروط الإمامة على المرأة. يجب أن نتحلى بالمرونة والفهم الواسع للتجاوب مع مقتضيات العصر الحديث، فالتأبيد القرآني للكليات الموضوعية. يجب التخلص من الموروثات القبلية التوراتية عن المرأة كعورة وفتنة وعار، وطرح المنطق الذكوري للفقهاء القدامى والحاليين. ديننا دين عملي يراعي ظروف البشر فنحن لسنا ملائكة بلا أخطاء، والصلاة في خشوع لن يعوقها إمامة امرأة لأن الإنسان ليس مخلوق شهواني يفكر في الجنس طوال اليوم حتى في الصلاة. لا يوجد في أقوال النبي ما يمنع الفكرة بل ما يمنعها هي أن الإمامة حكر على الرجال منذ قرون. لنطرح جانبا آلاف الكتب من التراث الذي لم يعد يناسب العصر وشوه صورة الإسلام السمح الذي لا يفرق بين الجنسين. لا لتقديس كتب التراث وفكر الأسلاف. ليس كل تجديد بدعة طالما له موضوعية وصلاحية لعصرنا.
القضية لا تعلق بالإمامة بل بالمرأة التي يجب أن نتخلص من العقد الذكورية نحوها التي تتحامل ضدها. أسئ فهم الكثير من الآيات والأحاديث المتعلقة بالمرأة فنظر لها الرجال نظرة دونية واحتقار، وهذا كان في الحضارات والأديان قبل الإسلام أيضا. يجب تعزيز قيم الحرية والعدل والمساواة والكرامة والعزة للجنسين معا وليس للرجال فقط.



Women as Imams in Congregational Prayers of Men

When a female imam performed prayers with a congregation that included men and women, controversy all over the Islamic world ensued. Most, if not all, Muslim religious scholars all over the world asserted that this is not legal in the Islamic sharia. Issues should be seen in their right contexts, there is no hadith or Quranic verse that forbids women from becoming imams to other men. This position was occupied solely by men for centuries since the advent of Islam. Women were, and still sometimes are, looked down upon by backward Muslim men, who inherited the chauvinistic and the misogynist attitude from other pre-Islamic cultures and religions. Islam, on the contrary, is the only religion that acknowledges gender equality. Salafist thought and heritage denied many rights for women given to them in the Quran and Sunna. We should be more flexible, objective, and tolerant toward women, and we should get rid of time-old, false notions that consecrate women's inferiority. We should not sanctify and revere old, outdated tomes of Salafist body of knowledge. Not all novelties in religious practices are falsehoods that should be fought and resisted, as long as they are objective, beneficial, valid, and, above all, is not clearly forbidden in the Quran. The problem is not about women being imams; it is concerned with the false notion of male superiority over females. We should sponsor and promote values of liberty, equality, dignity, justice…etc. to both genders and not only for men.

تفنيد دعوى حد الردة








يسرد الكاتب شواهد حرية الفكر والاعتقاد في الإسلام من النص القرآني وسنة الرسول وعمله وسيرته العطرة. الرسول لم يأمر بقتل أي مرتد عن الإسلام طوال حياته الشريفة، كما أن القرآن يوضح بشكل صريح أن الردة عقوبتها أخروية لا دنيوية. يذكر الكاتب شواهد حرية الفكر والاعتقاد من عمل مواقف الصحابة، أما قضية حروب الردة أيام أبي بكر فيشرح أن الردة هنا كانت مقترنة بالخروج على الدولة الناشئة ومحاربتها وإيذاء المسلمين وقتالهم، ومن هنا جاء قتالهم دفاعا عن النفس.
الاستنتاج هنا أن قضية حد الردة المزعوم صناعة فقهية مدعمة بأحاديث مزورة تخالف القرآن، وكانت نتاج أوضاع قديمة وظروف تاريخية معينة لتقنين الأحكام والفقه وبدعوى حماية المجتمع والقانون والسلطة والنظام والسلطان أيضا.
يترتب على حرية الفكر والاعتقاد تمهيد الطريق للحريات الأخرى والاتفاق مع روح الإسلام وتوجيهات الرسول ومعايشة العصر الحديث، والكف عن دعاوي الحسبة وتكفير الناس والحفاظ على السلام الاجتماعي وحفظ حقوق غير المسلمين.
يعرض الكاتب بعد ذلك آراء لمفكرين معاصرين مؤيدين لحد الردة المزعوم ويفند تلك الآراء، ومنهم من يطالب بتقنينه على الرغم من أن هذا الحد ما أنزل الله به من سلطان، ويجب أن يكون ولاءنا للقرآن وللرسول لا للفقهاء القدامى من السلف. أحاديث قتل المرتد موضوعة وزائفة وصيفت على يد الفقهاء القدامى ظنا منهم أنهم يحافظون على الدين، ويماثل حد الردة المزعوم مقولة أكثر ضلالا هي بدعة: "من جحد معلوم من الدين بالضرورة". دعاة حد الردة يريدون تطبيق شيء أشبه بمحرقة الكاثوليك وإكراه الناس على الدين كما حدث في أسبانيا وغيرها. يقول الكاتب لا للرجعية والسلف ولا لآراء الفقهاء في حالة مخالفتها للقرآن وصحيح السنة.














Refuting the Punishment of Rejecters of Islam

Islam propagates the liberty of thought and belief, and so there could not possibly be any death punishment for Muslims who decide to convert to any other religion. The Quran says lucidly that the punishment of rejecting Islam to any other faith is exacted in the Afterlife, not in the earthly life by any ruling or religious authority. In the early Islamic history, no one was killed for having rejected Islam to convert to any other religion, but the ones who were fought by early Muslims were people who had raised their swords against Muslims. No one can deify himself and assume the role of God by questioning people about their faith or lack of faith, as this is left only to God alone in the Afterlife and the Day of Judgment. Apostasy, or rejecting Islam, was punishable by death in last centuries because this was the false edict of ancient religious scholars who wanted to serve the rulers to maintain the ruling system and gain worldly advantages for themselves, but this contradicted the teachings of the Quran and the verified Sunna.
Our loyalty today should be to the Quran and the verified Sunna and not to Salafist thought. Sticking to religious views of ancient scholars led some people to call for exacting the capital punishment for those who rejected Islam to any other religion. This cannot be done in the modern age as it flagrantly violates human rights and clearly contradicts the Quranic verses and the verified Sunna. That is why Salafism should be done without in our contemporary Islamic thought.

تفنيد دعوى النسخ في القرآن







تعد دعوى الناسخ والمنسوخ من أكبر الكوارث الفكرية للأسلاف، وهم غير معصومين من الخطأ، وكانت تلك الدعوى تعتبر لغوا نال من مكانة وقدسية القرآن بسبب عدد كبير من الأحاديث المزيفة، والنتيجة هو تمزيق القرآن تمزيقا واستبدال آيات العفو والسماحة بآيات السيف، وتعطيل آيات قرآنية كثيرة عن العمل بدعوى أنه يوجد آيات حلت محلها أي نسختها، وبالطبع كل هذا ضلال أضل أجيال كاملة في الماضي وحتى الآن، بسبب استمرار المؤسسة الدينية في الأخذ عن السلف بدون تفكير.
يقول الكاتب انه لا نسخ في القرآن بل تعددية وبدائل رحمة من الله ليتوافق الإسلام مع كل مكان وزمان وكل مجتمع حاليا ومستقبلا، فآيات القرآن لا تناقض بعضها البعض بل تتكامل مع بعضها البعض. من أدلة ضلال دعوى النسخ الاختلاف في عدد الآيات التي قال الفقهاء القدامى أنها نسخت، اعتمادا على منهج عقيم وفكر مضلل، وهذا التشتت في العدد كما يتضح من أمثلة يوردها الكاتب يدل على ولع القدماء بالنسخ كأن هذه البدعة هي الأصل في التفسير.
استفحلت الفكرة المضللة بدعوى نسخ السنة المتواترة للقرآن، استدلالا بأدلة واهية مغلوطة، واستغل أعداء الإسلام من ملاحدة ومستشرقين هذه الأباطيل للطعن في صحة القرآن والتطاول على مكانته.
دلل أنصار النسخ على صحة مزاعمهم مستغلين آيتين في القرآن (106- البقرة و101 - النحل)، لكن الكاتب يقول أن المقصود بكلمة "آية" في هذه المواضع بل وفي القرآن كله ليست نص قرآني بل بمعنى: (معجزة ملموسة- برهان- دليل- دلالة- علامة- حُجة) ونسى أنصار النسخ أنه لا مبدل لكلمات الله، كما أن معجزة الإسلام وآيته الكبرى هي القرآن نفسه. لا يجود دليل من السنة الصحيحة على دعوى النسخ بل أحاديث مزيفة صيغت لتدعيم مواقف محددة أو على يد أعداء الإسلام للكيد له والنيل منه. النص القرآني متكامل لا تلغي آية فيه الأخرى أبدا وهذا تطاول على الله.
ولم يدرك القدماء أن تعددية وتدرج الأحكام في النص القرآني يعتبر رحمة وبدائل في إطار قيم الإسلام لأن الدين ليس لهم وحدهم بل لأجيال ومجتمعات قادمة ومختلفة ومتغيرة بتغير الزمن. تأييد القدماء لدعاوي النسخ يدل على هيمنة الإسناد وتأثير المناخ السائد وقتئذ وإبطال إعمال العقل. على الرغم من أن بعض المحدثين رفضوا النسخ لكن تمسكت المؤسسة الدينية (الأزهر) به لأنها مؤسسة تتمسك بإتباع السلف وأئمة المذاهب.






Refuting the false claim that some Quranic Verses Have been Replaced with Others

This was a serious Salafist mistake, as it led to the rejection of applying hundreds of verses that were purportedly have been replaced by other verses according to the adherents of such claim. This is a big falsehood, which was spread by enemies of Islam, but ancient scholars have acquired and developed this false notion, and took it to an extreme. This destructive claim is still held today by the religious institution in Egypt due to the blind following of Salafist thought and outdated doctrines, and never allowing anyone to question its authenticity.
This is a flagrant falsehood, as the Quran is the word of God, and God could not possibly descend His verses from heaven and then replace them with others; otherwise, the authenticity of the Quranic text would be questioned. To assert such a claim is to ascribe a shortcoming to God Himself, and this cannot be possibly imagined. There are no verses that have replaced other verses, but there are alternatives in the Quranic teachings, and these alternatives are considered examples of showing the mercy of God for all Muslims everywhere in any era, within the Islamic framework. The Quranic text is complete and no verses could be dismissed or its teaching rendered ineffective. This falsehood crept into the Islamic thought when ancient scholars gave up rational thinking. Hence, Salafism should be rejected in its entirety because it should be considered an antiquity that does not suit the modern age.

تفسير القرآن بين القدامى والمحدثين







يقول الكاتب في البداية أن التفاسير جنت على القرآن لأنها صرفت الناس عن قراءة النص المقدس وما به من الهداية وتأثير في النفس وانهمك الجميع في حفظ التفاسير المتضاربة والمغلوطة في معظم الأحيان. يقول الكاتب ليس من المهم تفاسير القرآن بل تثويره وتطبيق ما به من توجيهات وإرشادات لإخراج الناس من الظلمات إلى النور فتلك هي رسالة القرآن الأولى.
يشرح الكاتب سبب تنزيل القرآن باللغة العربي، ويقول أن للقرآن إيقاع موسيقي وتصوير فني وصياغة أسلوبية فريدة ووسائل تأثير نفسية، كما انه يوضح القيم كمرجعية لسلوك الفرد، ويبتعد الأسلوب القرآني عن التفاصيل والسرد الممل. كما يتميز القرآن بمعانٍ لا نجدها في الكتب السماوية الأخرى ولا في كتب الأدباء والعلماء والفلاسفة في وصف الكون والله والمجتمع والإنسان، فالقرآن معجزة الإسلام وسر إعجازه اللغوي والأسلوبي وإعجاز معاني الآيات المحكمة تحدث عنها الكثيرون، وأنه يتحدى البشر في كل زمان ومكان أن يأتوا بآية من مثله.
يقول الكاتب عن تفسير القدامى للقرآن أن ظهور علوم القرآن من فقه وتفسير كان وليد ظروف معينة مر بها المجتمع الإسلامي، وحملت النص القرآني تأويلات بعضها صحيح ومعظمها خاطئ، وطرق التفسير متعددة مثل التفسير آية تلو الأخرى، والتفسير بالسنة وبسيرة النبي والأخبار والمأثور والإسرائيليات والتفسير بالمذاهب واستنادا على اللغة، وفي النهاية صار لدينا تراث ضخم من التفاسير السلفية لكن يجب ألا نعتمد عليها فهي لا تتوافق مع روح العصر الحديث وبها أخطاء كثيرة.
بالنسبة لتفسير المحدثين للقرآن، يقول الكاتب أنهم قد وفوا إلى الصواب أحيانا كمجددين وأخطئوا كثيرا، كما يشتبه في بعضهم أنهم طوعوا الآيات لتحقيق الغايات، وهذا الاتجاه له حسناته وسيئاته أيضا فهناك دعاة التفسير العصري للقرآن ودعاة التفسير بالإعجاز العلمي مثلا، وهناك تحفظات على ذلك. يستعرض الكاتب بعد ذلك كتب محاولات التجديد في تفسير القرآن لمفكرين معاصرين ومنهم كتاب تثوير القرآن الذي كتبه الكاتب في مرحلة سابقة لهذا الكتاب.










The interpretation of the Quran by ancient scholars and contemporary ones

Interpretations, old or new, should be discarded altogether, as the concept of interpreting in itself is false as it distorts, diminishes or lessens the meaning of the Quranic verses. We should read and apply the Quranic text directly without the mediation of the various, old, and new interpretations. The Quran has a powerful psychological effect on the human soul, and this should be enough in itself for each of us to try to understand it by ourselves. Interpretations using hadiths, a linguistic approach, Judeo-Christian scriptures, myths and stories, using scientific facts…etc are all wrong ways to understand the Quran. We should revolutionize the Quran and apply its teachings in our lives. The Quran presents the challenge to this day to all people everywhere to try to bring even one verse similar to its verses. A huge heritage of tomes of interpretations and the so-called Quranic branches of knowledge is currently useless now in our modern times, and it is replete with mistakes, irrationalities and illogicalities.
Even modern attempts to reinterpret the Quranic text were, in general, partial, subjective, and full of mistakes as well. Modern interpreters of the Quranic text have warped the Quranic verses to suit their purposes and ulterior motives, which raise many queries. The author at the end summarizes the ideas of his book about revolutionizing the Quran and applying its sublime teachings in our daily lives.

تعميق حاسة العمل في المجتمع الإسلامي









يعتبر العمل مصداق الإيمان، ومعيار الثواب والعقاب في الآخرة، ويحتل العمل مكانة كبرى في الإسلام، فهو أفضل عبادة، واهتم الإسلام بالعمل وتنظيم علاقته وحقوق أصحاب العمل والعمال، كما يتناول الكتاب مضمون العمل وقيمته ومفهومه ومقوماته من منظور إسلامي. مقومات العمل بشكل عام عبارة عن النية والصلاحية. يعتبر انحطاط مستوى العمل في الدول الإسلامية صورة تعكس مستوى تخلف المجتمع لا تخلف الدين، بل يوضح هذا عدم تطبيقه كما يجب، وهذا يبدو واضحا جليا عندما نقارن صورة العمل في دول ملحدة أو غربية بصورة العمل في البلدان العربية. يعد العمل وسيلة عزة وقوة ونهوض وتقدم، ولا يدعو الإسلام للانعزالية والرهبانية والسلبية بل للمشاركة في الحياة بنشاط وهمة وحب من أجل عيشة سوية ومناهضة التخلف والضعف والمهانة في كل صورها. تكمن المشكلة جزئيا في سوء فهم الإسلام والإيمان، كما أن إتقان العمل تطبيق عملي للجهاد للارتقاء بالمجتمع الإسلامي. للأسف، نجد حاليا في الدول العربية اهتماما كبيرا بالعبادات والشكليات على حساب العمل.
للأسف لم يهتم الفقهاء القدامى بإبراز أهمية العمل وكان التركيز على الاجتهادات في العبادة. كلمة "العمل" ومشتقاتها وردت في القرآن كثيرا وكان العمل دوما مقترنا بالإيمان كثنائية. يعتبر العلم حتى وسيلة للعمل، والحياة عبارة عن اختبار يدور حول العمل. احتل العمل اليدوي مكانة كبيرة في السنة النبوية وسلوك الأنبياء. العمل يجمع بين العبادة والعمل، وبالتالي نرفض إسلام الطقوس والشكليات واختزال الدين في هذا مع العزلة عن المجتمع.
تشمل أخلاقيات العمل في الإسلام الضمير المهني وضوابط الشريعة وروح الإسلام، كما أن الخلل في منظومة العمل في المجتمع يؤدي للفساد والانحراف والاضطراب وتفاقم مشكلات كثيرة كالبطالة والكسل والفراغ. ينظم الإسلام علاقات العمل من حقوق وواجبات وهناك تسوية إسلامية تراعي الحقوق وقيمة العدالة كمعيار العمل، وبدون معيار الدين في العمل يكون أي حوار عن النهضة كلمات جوفاء لتخدير الجماهير. الحرية على جميع المستويات في مجالات حقوق العمل ستكفل العدل وتحمي الإنسان والفكر من الشطط والمغالاة والانحراف. مضمون العمل في الإسلام هو أصل القيمة وشمول الأداء ويجب أن يكتسب المرء المال بوسيلة مشروعة وينفقه في قنوات مشروعة، لأن المال في حد ذاته خارج هذا الإطار لا قيمة له، وبالتالي هناك تحريم لكسب المال بلا جهد كما في نشاط كالربا مثلا. مقومات العمل هي النية التي محلها القلب فالإسلام ضد السخرة والإكراه، أما الصلاحية أي توافر عمل صالح بالمعني الدنيوي وليس الديني فقط. العدالة والنفعية معيار مزدوج مهم، ولا يجب الأخذ بمعيار الفقهاء ممن قسموا الحرف والمهن اليدوية واحتقروا كثير منها،إذ أن الجوهر والحقيقة أم من المظهر والشكليات ولكل عمل قيمته مهما يكن طالما مشروع. العامل الأوروبي يعمل بحب وابتسامة ورضا على عكس العامل العربي، وهذه مشكلة حلها تعميق حاسة العمل في المجتمع الإسلامي، ولكي نحب العمل يجب توافر عناصر الكرامة و الأجر المناسب وتنظيم الوقت والعمل باستمتاع وحب وإخلاص واحترام آدمية البشر، واعتبار العمل جهاد في أفضل صوره، فالعمل بالحق جهاد حسن.









Deepening The Sense of Work in the Islamic Nations

Work is the criteria that shows real faith in practice, in the worldly life and in the Afterlife. Work occupies a great niche in Islam, as the word ''work' and its derivatives are mentioned frequently in the Quranic text. Islam has rules to regulate work relations between workers and employers, as each category has its duties and obligations. Islam does not advocate isolation for people from the world, or leading the life of hermits and monks; on the contrary, it urges us to adopt values of work and apply it into real life. Work is an important tool to combat backwardness and promote peace, stability, progress, and strength. Misunderstanding of Islam by ancient scholars led people to think that being pious and indulging in performing mere rites were well enough and could replace work. This falsehood led us to the current despicable political, economic, and social conditions of life. Corruption and dysfunctional aspects dominate many aspects of our daily life.
Islam honors even handy crafts, and many prophets, including prophet Muhammad, used to work with their own hands. Yet, regretfully, many Salafist thinkers thought that working with one's hands is something to be looked down upon. Islamic regulations of work are centered about morality, and values especially justice. Sharia laws cover many aspects of work relations. We should encourage workers to work passionately with love, feeling dignified, and with a renewed sense of purpose and importance, using the real spirit urged by Islamic teachings. Perfecting one's work is the real jihad applied in daily life. Islamic criteria of work, if rightfully applied, might lead to a renaissance in all life domains in the Islamic world.

تجريد البخاري ومسلم من الأحاديث التي لا تُلزٍم









يبدأ هذا الكتاب المثير للجدل الفريد من نوعه بتمهيد وأربعه مقدمات تغطي قرابة تسعين صفحة حتى يتفهم القارئ نظرية الكتاب وأنه ليس هجوما على شخصية الرسول الكريم بل بمثابة اعتذار له عما نسبه الأسلاف له من أحاديث موضوعة ومزيفة ومدسوسة بنية سيئة أو بنية حسنة، علاوة على الأكاذيب والخوارق التي نسجوها حول شخصه الكريم، وان هدف الكتاب هو إنقاذ الفكر الإسلامي من أباطيل دامت قرابة ألف عام، لينهض العالم الإسلامي من كبوته. بدأت الكارثة بمخالفة الأمر النبوي بالنهي عن تدوين الأحاديث، حيث بدأت كتابتها بعد مائة وخمسين عاما من الهجرة، فتحولت الخمسمائة حديث المتداولة شفاهة أيام الخلافة الراشدة إلى قرابة المليون حديث(!) قرب انتهاء الدولة الأموية. على الرغم من جهد الأسلاف في استبعاد الأحاديث المزيفة لكن كان التركيز على السند المزعوم لا المتن حتى وإن خالف صحيح القرآن، مما جعل عشرات الآلاف من الأحاديث الباطلة مستمرة في التواجد في كتابي البخاري ومسلم. يؤكد الكاتب أن أهل السنة لم يجمعوا على صحة كل ما جاء في البخاري ومسلم، وانتقد البعض منهم أحاديث بعينها، واكتشاف البعض الآخر لكذب متعمد على الرسول. قام باحث مصري بتقديم أراء مشابهة وجعا لإعادة قراءة الأحاديث بموضوعية وعدم الاعتماد على السند، من أجل استبعاد الأباطيل، لكنه قوبل بالتجاهل. في آخر مقدمة يستعرض الكاتب قصة تدل على مدى تزييف الأحاديث والأخبار ممن حركهم الكيد للإسلام للطعن في رسوله، وهي قضية حقيقة زواج النبي من السيدة عائشة وهي في التاسعة من العمر، والبحث التحليلي باستقراء الوقائع الموثوق بها تاريخيا نجد أن السيدة عائشة تزوجت النبي وهي في سن الثامنة عشرة.
يذخر الكتاب بأمثلة لا حصر لها من الأحاديث المشكوك في صحتها، ومبوبة وفقا لأسباب الشك فيها، وهو معيار الحكم على الأحاديث للتمييز بين المزيف والصحيح، حيث يجب استبعاد الأحاديث التالية:
1) أحاديث الغيب 2) الأحاديث القدسية 3) أحاديث تخالف القرآن
4) أحاديث تخالف العقل 5) أحاديث تظلم المرأة 6) أحاديث أسباب النزول
7) أحاديث الإسرائيليات 8) أحاديث الخوارق والمعجزات الحسية والخرافات
9) أحاديث النسخ المزعوم لآيات القرآن 10) أحاديث تفسر القرآن 11) أحاديث ضد حرية الفكر والاعتقاد 12) أحاديث الترغيب والترهيب: التي بها مبالغات في التهويل بعقاب أخروي على خطا بسيط، وتلك التي تعد بثواب مهول وضخم لقاء عمل بسيط أو تسبيحات معينة.






Criteria for Discarding False Hadiths

This unique, controversial volume begins with multiple introductions and a dedication to Prophet Muhammad himself, as a kind of apology to wrongs done to his name committed by our ancestors. Hundreds of thousands of fabricated hadiths had for centuries infiltrated in books and tomes of heritage and Sunna, by both evil imposters and some well-meaning scholars. This catastrophe is yet to be solved. The solution lies in discarding false hadiths according to these criteria:
We should discard hadiths that:
1) Tackle the realm of the unknown, and the Afterlife.
2) Tackle words purportedly ascribed to God Himself, but not found in the Quran.
3) Tackle notions that run contrary to teachings of the Quran.
4) Tackle horrid, backward notions about women.
5) Tackle irrational, illogical issues.
6) Tackle purported interpretations or historical context of Quranic verses.
7) Tackle miraculous occurrences, superstitions, superhuman events.
8) Tackle the false claim of verses supplanting other verses in the Quran.
9) Tackle ideas against the liberty of thought and belief ordained in the Quran.
10) Tackle cruel, severe punishments in the Afterlife for petty mistakes, and heaps lots of reward in the Afterlife for small deeds.

تجديد الإسلام وإعادة تأسيس منظومة المعرفة الإسلامية








المقصود هنا فقه جديد بعد أن ثبت أنه لا يمكن تطوير الفقه القديم أو غربلته بل يجب الاستغناء عنه تماما، على أن الإصلاح الديني هو الأساس للإصلاح السياسي، ولكن هذا الطريق مليء بالصعاب والمقاومة والتضحيات. يستعرض الكاتب أفكار المجددين القدامى مثل الخلفاء عمر وعثمان وعلي، ثم الفقهاء أبي حنيفة الشافعي وابن حزم وابن رشد وابن خلدون وابن تيمية والطوفي وغيرهم، ثم يقول أن سبب فشلهم هو فساد النظام الحاكم وإقحام أفكار فلسفية/ صوفية/ لاهوتية (من ديانات أخرى) على الإسلام فأفسدت أكثر مما أصلحت، وأخيرا بسبب هيمنة أفكار بالية قديمة أعتقد البعض أنها الإيمان القويم.
استعرض الكاتب بعد ذلك حركات التجديد في عصور حديثة منذ البداية عند جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده رائد العقلانية الإسلامية والإمام الشهيد حسن البنا الذي نادى بالإسلام كمنهج حياة، وغيرهم. بعد ذلك يستعرض الكاتب أفكار دعاة التجديد في العصر الحديث أيضا مثل الطهطاوي ورشيد رضا والكواكبي والمودودي وسيد قطب والمراغي وسيد سابق وغيرهم.
تعثرت جهود الإصلاح في العصر الحديث لهيمنة السلفية وسيطرة البدع والغشاوات والانحرافات الفكرية، وعجز النخبة المفكرة وإسهاماتها القليلة المحدودة، وبسبب هيمنة المؤسسة الدينية ذات المصالح المكتسبة والموالية للسلطة، بخلاف تيارات مضادة سياسية وغيرها وفقا لظروف كل بلد.
دعوة الإحياء الإسلامي تأخذ على عاتقها مهمة تجديد الإسلام وإعادة تأسيس منظومة المعرفة الإسلامية ولم يفت الأوان لذلك على الرغم من سيطرة الجمود وهيمنة الخرافات والانحرافات على مدار ألف عام منذ غلق باب الاجتهاد، بل هذا هو الوقت المناسب في عصر التكنولوجيا الحديثة. أسباب إعادة تأسيس منظومة المعرفة الإسلامية: 1) عدم استيعابها للإسلام ككل 2) قوى التحول من خلافة لملك عضوض أثرت في المنظومة 3) روافد خارجية أثرت فيها بالسلب والإفساد 4) قبول السلف لأحاديث موضوعة بدون التأكد من صحتها على الرغم من مخالفتها لصحيح القرآن 5) التراث لا يصلح ككل للعصر الحديث.
دعوة الإحياء الإسلامي تعيد تأسيس منظومة المعرفة الإسلامية وفقا لمنطلقها الصحيح: الإنسان المستخلف، وبالتالي تعتمد على الأصلين العظيمين القرآن (بدون تفاسير الأولين وتأويلات السلف) والسنة (بعد ضبطها بالقرآن لاستبعاد الأكاذيب) جنبا إلى جنب مع الحكمة الإنسانية كأصل ثالث (أي العقلانية وباب الاجتهاد المفتوح والأخذ بقيم حضارية وتطورات العصر الحديث ونبذ السلف)، وكل هذه الخطوات لن تتحقق إلا في ظل العدالة والحريات بجميع مستوياتها وحفظ كرامة الإنسان المعنوية والمادية والقضاء على الفقر والجهل والقمع أولا.



Renewing Islam and its Branches of Knowledge

This means a new fiqh (jurisprudence) which will succeed the old one, which do not suit our modern age. Old fiqh cannot be developed or sifted. Religious reform is the basis of the political reform, yet things are not that simple, for the route is long and full of hazards and hardships. The author demonstrates ideas of many reformers of the ancient eras who failed to propagate their ideas due to the hegemony of old scholars and old religious institutions who did not want to lose their control and stature. Other reasons for their failure were the corruption of the ruling systems and imposing foreign notions to Islam derived from theology, philosophy, and Sufism (mysticism). Falsehoods and myths dominated Islamic knowledge in the past centuries, and such heritage is to be rejected not repaired.
Reformers of our contemporary age failed as well for different reasons: 1) the domination of Salafism and false, errant notions in religion 2) the need to reestablish the body of Islamic knowledge 3) corrupt social and political life 4) the spread of poverty, ignorance, suppression and backwardness.
The Islamic Revival Call is derived from 1) the Quran without resorting to any forms of interpretations, 2) verified hadiths, 3) and the human wisdom extolled in the Quranic text. Nothing could be archived unless all kinds of liberties are ensured, justice is applied, and poverty and ignorance are vanquished.

تثوير القرآن








يشرح الكاتب في البداية معنى مفهوم تثوير القرآن، وهو التدبر والتفكر في معانيه وتفسيره وقراءته لاستخراج واستلهام ما فيه من فوائد وعلوم قابلة للتطبيق في المجتمع وللنهوض بالهمم والنفوس، وبالتالي يجب إعمال الفكر في القرآن لاستنباط القواعد والأحكام العامة بما ينفع الناس.
في البداية يتناول الكاتب مفهوم الثورة كحركة تغيير كلي مبني على نظرية ما ويطبق على كل مستويات المجتمع. نجاح الثورة مرهون بعناصر الحسم وإرادة التغيير وتأييد الجماهير والنظرية وإذابة الاختلافات وتحقيقي العدالة. الثورات الفرنسية والبلشفية والاشتراكية لم تحقق الأغراض المرجوة منها بل أسالت الدماء أنهارا وقمعت الحريات. تتواجد هذه العناصر في الأديان السماوية وتاريخها. كان الإسلام بمثابة ثورة ناجحة على تقاليد وأوضاع مجتمع الجاهلية. كانت الطبيعة الثورية للقرآن تكمن في رفض الماضي الجاهلي المتعصب القبلي ورفض الشرك، وكانت سياسات الرسول الحكيمة تطبيقا للقرآن. كانت ثورية القرآن نبذا للعادات الاجتماعية والفردية السيئة وغرسا لقيم نبيلة وإنسانية، و نشر لقيم الحق والخير والعدل والمساواة وتخليص العبيد والمرأة من أوضاع مشينة.
جاء الإسلام بمفهوم جديد لفكرة اليوتوبيا التي جمعت بين خيري الدنيا والآخرة في مجتمع المدينة المثالي تحت حكم الرسول، لكن قوى التحول للأفضل زالت تحت وطأة خلافات وحروب وأحداث تاريخية وتحول الخلافة للمُلك الوراثي وشيوع الاستبداد والقهر، بخلاف تأثير المسلمين من غير العرب، وبخلاف الكيد الدفين للإسلام بدس الأحاديث المزيفة التي تناقض آيات قرآنية.
نتيجة لكل ما سبق تحول المجتمع الإسلامي بالتدريج من سيء لأسوأ، وتجرد القرآن على يد مفسروه من مضمونه الثوري الذي يغير الحياة للأفضل. كانت الضربات القاضية التالية هي تسخير السنة لتبرير أمور ما أنزل الله بها من سلطان أبرزها غلق باب الاجتهاد، ثم إقحام فلسفات وتعقيدات لاهوتية ومضامين صوفية في الدين وفي تأويل القرآن والأحاديث، وفي النهاية شيوع التقليد وإتباع السلف والأقوال المنحولة والادعاءات الموضوعة والمذاهب المختلفة والبدع (من أبرزها أسباب النزول ودعوى نسخ الآيات) والإسرائيليات والتفاسير القديمة المغلوطة للقرآن بدون تفكير.
كانت من أهم عوامل تفريغ مضمون القرآن من ثوريته وتحريره تفسير كل آية على حدة، ورغبة بعض العلماء والفقهاء في إرضاء الحكام وهم يحسبون أنهم يخدمون الدين. النتيجة أن القرآن صار فرعا لا أصلا من أصول الإسلام وزاد الاهتمام بالتفاسير والتأويلات للأحاديث والآيات عن الاهتمام بنص القرآن نفسه وبالسنة الصحيحة، بخلاف هجر القرآن والتركيز على الأحاديث فقط. يقول الكاتب أن التسلسل كان كالتالي: هجران القرآن للأحاديث ومنها لأقوال الأئمة ثم لتقليد السلف، وأخيرا للتخبط في الجهل والضلالات والانحرافات الفكرية، والخوض في الغيبيات خاصة فيما يتعلق بالذات الإلهية.
يتناول الكاتب في الفصل الرابع قضية تثوير القرآن بطرح سؤالين: لماذا وكيف. بالنسبة للسؤال "لماذا" فلأن الأديان هو الثورة الحقيقية الشعبية في التاريخ، وثورة القرآن المطلوبة منا ثورة رشيدة تقوم على التغيير الشامل بدون عنف لأن سنجد الشرعية والهوية والنهضة في تثوير القرآن. لا يجب إغفال الجذر الديني العميق في الهوية المصرية، ووصلت مصر لدرجة من التخلف والانحطاط لن يصلحها إلا تثوير القرآن ثورة هادفة للإصلاح على كل المستويات. هذه الثورة الإسلامية الإصلاحية لا تعني سيطرة الإسلاميين على الحكم بل تعني تفعيل مبادئ عامة مستقاة من القرآن في الحياة اليومية. بالنسبة للسؤال "كيف" فعن طريق إزالة الغشاوة التي علقت بالأذهان عن طريق التفسيرات السلفية للقرآن التي حجبت الكثير من معانيه وإعادة تفسيره بما يتوافق وظروف العصر الحديث مع إزالة هالة القداسة عن السلف والمفسرين القدامى فهم ليسوا معصومين عن الخطأ والقرآن ندد في أكثر من موضع بإتباع الأولين. سيتبع هذا التثوير للقرآن معارك ضارية، لكن هذا التثوير ما هو إلا فهم جديد وصحيح وعميق للقرآن والتوصل لأسراره وموضوعاته الرئيسية وأهم قضاياه (الله – الرسول – اليوم الآخر – الإنسان – الكون – العقل – القيم). إن لب تثوير القرآن هو إصلاح الفرد بالإيمان، وهي لا ثورة انقلاب في نظام الحكم بل ثورة عقل وفكر وحرية وعدالة وتطبيق الشريعة بإرادة الشعب، وأن يتم ذلك بدون دماء ولا محاكمة ولا اعتقالات، كما أن أركان تثوير القرآن هي النظرية وإرادة التغيير ومشاركة الجماهير.


Revolutionizing the Quran

This is a new concept explained as digging for the gems of values and meanings of the Quranic text to deduct tools, teachings and rules applicable in our society to achieve progress and development on all levels, with the general aims of justice, change for the better, theorizing for future plans, ensuring and maintaining all levels of liberties…etc. Islam itself was a revolution against bad conditions in the pre-Islamic era, to spread values of goodness, welfare, charity, truth, justice, and equality. Islam freed women and slaves from bondage.
The revolutionary nature of the Quran lies in refusing the past traditions full of extremism, intolerance, and polytheism. The wise policies of the prophet applied the spirit of the Quran. Other revolutions all over the world had shed blood, suppressed all kinds of liberties and failed to live up to their purported ideals. The author defines the term 'revolution', and contends that a successful one should gain the approval of the masses and achieve justice, in order to succeed. Islam has come with its concept and vision of utopia, which instills humanist and noble values, and discards negative social and individual habits. Yet, this vision was distorted by false interpretations passed to us from ancient religious scholars, who formulated them for the sake of pleasing the rulers of the state.
Falsehoods, complicated philosophies and theological doctrines had infiltrated into these interpretations with the passage of centuries, with the result of introducing misleading, perverted notions about many things in life and in the metaphysical realm of the Afterlife.
When Salafist thought is discarded entirely, revolutionizing the Quran would be possible to change our life for the better, with the public unanimous approval, with a good ideology and theory. Revolutionizing the Quran means comprehensive non-violent change for the sake of creating a renaissance on all levels via the legitimacy of the identity of the Islamic nation. This does not mean a theocratic rule, but means to apply principled derived from the Quran in our daily life

المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد الفقهاء








أي مشروع للنهوض بالأمة الإسلامية يجب أن يبدأ بقضية المرأة التي ظلمتها المرجعية الفقهية المخالفة للمرجعية القرآنية. الإسلام كما جاء في القرآن سمح ومرن ويتسع للكثير وبالتالي هو صالح لكل زمان ومكان، لكن تفاسير الأقدمين ضيقت رحابة القرآن وجمدت مرونته مما أطاح بالحرية والمساواة والانفتاح الذي أراده القرآن، وبالتالي يجب تجديد حيوية الإسلام عامة وتجديد فاعليته فيما يتعلق بالمرأة بشكل خاص بدون تقيد بفقهاء السلف وأقوال المفسرين القدامى والمحدثين.
يقول الكاتب أن القرآن يحرر المرأة كإنسان من الموقف المتعسف ضدها في الجاهلية ومن النظرة المتدنية لها، فقرر لها الإسلام حق التملك والتصرف المستقل ولم يحرمها من العمل وتولي المناصب ، ويراعي أنوثتها وظروفها ومسئوليتها في الإنجاب والتربية. لم يأمر القرآن صراحة بالحجاب أو الخمار لأن الله يريد للاجتهادات أن تعمل عملها وفقا لظروف الزمان والمكان. الحجاب في القرآن ليس زي أو رداء بعينه أو النقاب أو غطاء للرأس بل الاحتجاب وراء باب أو ستر والاستئذان قبل الدخول على أماكن النساء. الاستنتاج هو أن ستر شعر الرأس بلا بُعد تعبدي بل هي عادات حسب المكان والتقاليد.
تحديد الزي ليس من العقيدة بل يخضع للأعراف والعادات، فلا داع لتضخيم أهمية الحجاب. مجتمع النساء في عهد النبي كان محتشما وليس منتقبا. المرأة عورة حديث غير صحيح منسوب زورا للنبي. علاقة الزواج واختيار الزوج والزوجة يجب أن تتم في مناخ اختلاط بين الجنسين والفصل بينهما خطأ كما أن تعدد الزوجات مشروط بشروط صارمة. يحدد الإسلام درجات لقوامة الرجل على المرأة في القرآن ويحدد النص القرآني أيضا أحكام الطلاق وحفظ حقوق المرأة في هذه الحالة.
كان للرسول الكريم دورا مهما في مناصرة وإنصاف المرأة بوجه عام وكان بمثابة داعية للحب في مجتمع عربي جاهلي وكان أول من نمى حاسة الجمال في هذا المجتمع، والكثير من الأحاديث الصحيحة ووقائع السيرة النبوية تثبت ذلك، وتناول آداب ممارسة الجنس بين الزوجين. يقول الكاتب أن مصافحة النساء ليست محرمة وإن التهويل في ذلك من أعمال الفقهاء لاحقا. الفصل بين الجنسين ليس من الفطرة. كان حضور المرأة في صدر الإسلام ملموسا في السلم والحرب وفي اعتناق الدين وتفضيله عن الأهل المشركين.
بعد عهد النبوة والخلافة الراشدة انتهى عهد تحرير المرأة وحصولها على حقوقها ومشاركتها في الحياة العامة، ليبدأ عهد القيود والقمع على يد التقاليد الجاهلية المستمرة وقمع الفقهاء الموالين للسلطة المستبدة المتعسفة. كان نقص الشعور بالجمال سببا مهما في حجب المرأة في المنازل ثم إجبارها على النقاب والحجاب (غطاء الرأس) درءا للفتن والشهوات. استمر قمع المرأة لألف العام وحتى اليوم ويجب تغيير قوانين الأحوال الشخصية التي تستند على فقه عمره أكثر من ألف عام.
يقول المفكرين في العصر الحديث (مثل قاسم أمين) وقليل من الفقهاء المستنيرين ما يلي:
لا للتفريق في الأحكام بين الجنسين ونعم لمشاركة النساء في العمل الاجتماعي والسياسي والانتخابي والنقابي والحزبي ووظائف الدولة، ولا للأحكام السلفية الجائرة على حق المرأة في الحياة والحرية. ينقسم الفقهاء بين الحجاب الذي يظهر الوجه والكفين وبين النقاب البغيض الذي ما أنزل الله به من سلطان. المصافحة بين الجنسين لم يرد فيها شيئا سوى أحاديث ضعيفة ومرويات مدسوسة على النبي.
حل مشكلات المرأة لا في الفقه السلفي والتقليدي الحالي بل في الفقه الجديد مع استبعاد التفاسير القديمة للقرآن، فالمصدر الأول للشريعة هو العقل ولا نسى الحكمة كمصدر مهم في الإسلام وبالتالي في قضايا المرآة، ويجب تغليب المصلحة العامة فوق كل شيء، فمثلا لا تحريم للاختلاط بل للخلوة غير الشرعية فحسب، ولا يسبب الاختلاط فتنة وفساد بل العزلة هي ما يؤدي لذلك وقد تدفع إلى سلوكيات جنسية منحرفة. لا داع للتشنج والتعصب ويجب النظر للأمور بنظرة موضوعية وحضارية وعقلانية من أجل مواكبة العصر الحديث.



The Muslim Women between the Liberation of the Quran and the Restrictions of the Scholars

No progress in the Islamic nations could be done except by giving women their rights, stripped of them by ancient religious scholars of Salafist thought, which, the author contends, goes against the Quranic thought. Islam as shown in the Quran is tolerant and flexible to suit all people everywhere in all eras, yet, this flexibility and tolerance vanished because of the false interpretations of the Quran. Islam should be renewed by discarding Salafist thought entirely to liberate women and save them from suppression. Islam does not make the veil (hijab or niqab) obligatory for women, or any other dress code for both genders; rather, the ancient religious scholars are the ones who did so under the moral pretence of being pious and chaste. These scholars had deprived woman of many rights. To ensure the liberation of women, old interpretations of the Quran should be discarded as well. Mixed institutions and places should be encouraged, otherwise, corrupted psyches would emerge and people would suffer morally, sexually, mentally, and physically. Decadence and dissipation would surely follow such suffering. A more objective, rational outlook is encouraged for the interests of the human beings, their welfare, and their security, so that they could cope with the demands of the modern era. Some contemporary thinkers tried arduously to liberate women. However partial their success was at their times, they eventually failed in their mission. To ensure the success of the endeavor to liberate women, a new fiqh is advocated, based on discarding old religious heritage, and depending on the rational mind, human wisdom, besides the Quran and the verified Sunna, and to care for the benefit of human beings