Thursday, June 10, 2010

تثوير القرآن








يشرح الكاتب في البداية معنى مفهوم تثوير القرآن، وهو التدبر والتفكر في معانيه وتفسيره وقراءته لاستخراج واستلهام ما فيه من فوائد وعلوم قابلة للتطبيق في المجتمع وللنهوض بالهمم والنفوس، وبالتالي يجب إعمال الفكر في القرآن لاستنباط القواعد والأحكام العامة بما ينفع الناس.
في البداية يتناول الكاتب مفهوم الثورة كحركة تغيير كلي مبني على نظرية ما ويطبق على كل مستويات المجتمع. نجاح الثورة مرهون بعناصر الحسم وإرادة التغيير وتأييد الجماهير والنظرية وإذابة الاختلافات وتحقيقي العدالة. الثورات الفرنسية والبلشفية والاشتراكية لم تحقق الأغراض المرجوة منها بل أسالت الدماء أنهارا وقمعت الحريات. تتواجد هذه العناصر في الأديان السماوية وتاريخها. كان الإسلام بمثابة ثورة ناجحة على تقاليد وأوضاع مجتمع الجاهلية. كانت الطبيعة الثورية للقرآن تكمن في رفض الماضي الجاهلي المتعصب القبلي ورفض الشرك، وكانت سياسات الرسول الحكيمة تطبيقا للقرآن. كانت ثورية القرآن نبذا للعادات الاجتماعية والفردية السيئة وغرسا لقيم نبيلة وإنسانية، و نشر لقيم الحق والخير والعدل والمساواة وتخليص العبيد والمرأة من أوضاع مشينة.
جاء الإسلام بمفهوم جديد لفكرة اليوتوبيا التي جمعت بين خيري الدنيا والآخرة في مجتمع المدينة المثالي تحت حكم الرسول، لكن قوى التحول للأفضل زالت تحت وطأة خلافات وحروب وأحداث تاريخية وتحول الخلافة للمُلك الوراثي وشيوع الاستبداد والقهر، بخلاف تأثير المسلمين من غير العرب، وبخلاف الكيد الدفين للإسلام بدس الأحاديث المزيفة التي تناقض آيات قرآنية.
نتيجة لكل ما سبق تحول المجتمع الإسلامي بالتدريج من سيء لأسوأ، وتجرد القرآن على يد مفسروه من مضمونه الثوري الذي يغير الحياة للأفضل. كانت الضربات القاضية التالية هي تسخير السنة لتبرير أمور ما أنزل الله بها من سلطان أبرزها غلق باب الاجتهاد، ثم إقحام فلسفات وتعقيدات لاهوتية ومضامين صوفية في الدين وفي تأويل القرآن والأحاديث، وفي النهاية شيوع التقليد وإتباع السلف والأقوال المنحولة والادعاءات الموضوعة والمذاهب المختلفة والبدع (من أبرزها أسباب النزول ودعوى نسخ الآيات) والإسرائيليات والتفاسير القديمة المغلوطة للقرآن بدون تفكير.
كانت من أهم عوامل تفريغ مضمون القرآن من ثوريته وتحريره تفسير كل آية على حدة، ورغبة بعض العلماء والفقهاء في إرضاء الحكام وهم يحسبون أنهم يخدمون الدين. النتيجة أن القرآن صار فرعا لا أصلا من أصول الإسلام وزاد الاهتمام بالتفاسير والتأويلات للأحاديث والآيات عن الاهتمام بنص القرآن نفسه وبالسنة الصحيحة، بخلاف هجر القرآن والتركيز على الأحاديث فقط. يقول الكاتب أن التسلسل كان كالتالي: هجران القرآن للأحاديث ومنها لأقوال الأئمة ثم لتقليد السلف، وأخيرا للتخبط في الجهل والضلالات والانحرافات الفكرية، والخوض في الغيبيات خاصة فيما يتعلق بالذات الإلهية.
يتناول الكاتب في الفصل الرابع قضية تثوير القرآن بطرح سؤالين: لماذا وكيف. بالنسبة للسؤال "لماذا" فلأن الأديان هو الثورة الحقيقية الشعبية في التاريخ، وثورة القرآن المطلوبة منا ثورة رشيدة تقوم على التغيير الشامل بدون عنف لأن سنجد الشرعية والهوية والنهضة في تثوير القرآن. لا يجب إغفال الجذر الديني العميق في الهوية المصرية، ووصلت مصر لدرجة من التخلف والانحطاط لن يصلحها إلا تثوير القرآن ثورة هادفة للإصلاح على كل المستويات. هذه الثورة الإسلامية الإصلاحية لا تعني سيطرة الإسلاميين على الحكم بل تعني تفعيل مبادئ عامة مستقاة من القرآن في الحياة اليومية. بالنسبة للسؤال "كيف" فعن طريق إزالة الغشاوة التي علقت بالأذهان عن طريق التفسيرات السلفية للقرآن التي حجبت الكثير من معانيه وإعادة تفسيره بما يتوافق وظروف العصر الحديث مع إزالة هالة القداسة عن السلف والمفسرين القدامى فهم ليسوا معصومين عن الخطأ والقرآن ندد في أكثر من موضع بإتباع الأولين. سيتبع هذا التثوير للقرآن معارك ضارية، لكن هذا التثوير ما هو إلا فهم جديد وصحيح وعميق للقرآن والتوصل لأسراره وموضوعاته الرئيسية وأهم قضاياه (الله – الرسول – اليوم الآخر – الإنسان – الكون – العقل – القيم). إن لب تثوير القرآن هو إصلاح الفرد بالإيمان، وهي لا ثورة انقلاب في نظام الحكم بل ثورة عقل وفكر وحرية وعدالة وتطبيق الشريعة بإرادة الشعب، وأن يتم ذلك بدون دماء ولا محاكمة ولا اعتقالات، كما أن أركان تثوير القرآن هي النظرية وإرادة التغيير ومشاركة الجماهير.


Revolutionizing the Quran

This is a new concept explained as digging for the gems of values and meanings of the Quranic text to deduct tools, teachings and rules applicable in our society to achieve progress and development on all levels, with the general aims of justice, change for the better, theorizing for future plans, ensuring and maintaining all levels of liberties…etc. Islam itself was a revolution against bad conditions in the pre-Islamic era, to spread values of goodness, welfare, charity, truth, justice, and equality. Islam freed women and slaves from bondage.
The revolutionary nature of the Quran lies in refusing the past traditions full of extremism, intolerance, and polytheism. The wise policies of the prophet applied the spirit of the Quran. Other revolutions all over the world had shed blood, suppressed all kinds of liberties and failed to live up to their purported ideals. The author defines the term 'revolution', and contends that a successful one should gain the approval of the masses and achieve justice, in order to succeed. Islam has come with its concept and vision of utopia, which instills humanist and noble values, and discards negative social and individual habits. Yet, this vision was distorted by false interpretations passed to us from ancient religious scholars, who formulated them for the sake of pleasing the rulers of the state.
Falsehoods, complicated philosophies and theological doctrines had infiltrated into these interpretations with the passage of centuries, with the result of introducing misleading, perverted notions about many things in life and in the metaphysical realm of the Afterlife.
When Salafist thought is discarded entirely, revolutionizing the Quran would be possible to change our life for the better, with the public unanimous approval, with a good ideology and theory. Revolutionizing the Quran means comprehensive non-violent change for the sake of creating a renaissance on all levels via the legitimacy of the identity of the Islamic nation. This does not mean a theocratic rule, but means to apply principled derived from the Quran in our daily life

No comments:

Post a Comment