Thursday, June 10, 2010

لا حرج: قضية التيسير في الإسلام







يقول الكاتب في هذه الرسالة الموجزة أن التيسير ليس مجرد رخصة في الإسلام بل أصل من أصول الشريعة، وأن الغلو والإفراط والتشدد ليست من سمات الإسلام. الجديد هنا هو أن التيسير ليس مجرد رخصة فقط في حالات معدودة بعينها كما هو شائع، بل يثبت الكاتب بأدلة مستقاة من القرآن والسنة أن التيسير هو أصل من أصول الشريعة. يؤكد الكاتب أن الفقهاء أغفلوا أهم مقاصد الشريعة وهو مصلحة المجتمع والفرد مما أبعدهم عن التيسير على الناس بل أثقلوا كاهلهم بالتشدد والمغالاة في الأحكام.
في الجزء الأول من الكتيب يفسر الكاتب معنى التيسير، وفي الجزء الثاني يورد بعض الأمثلة لتطبيق التيسير في الحياة اليومية. في البداية يسرد الكاتب الآيات القرآنية التي تحث على التيسير والتخفيف وعدم الإكراه والغلو، ثم يورد من السنة النبوية ما يفصل ما جاء في الآيات بشكل كُلي. شمل التيسير والتخفيف أمور حياتية وأخرى دينية كالصلاة وتكفير السيئات بإتيان الحسنات. يؤكد الكاتب أن تفسيرات الفقهاء للأحاديث والآيات زادت الأمور البسيطة تعقيدا أثقل كاهل الناس لأنها بعيدة عن روح الإسلام ولها منظور ضيق للغاية. يورد الكاتب أمثلة من سيرة وحياة النبي للتأكيد على التيسير والتخفيف في أمور شتى كالصلاة والحج والدعوة والحدود...الخ. مع التأكيد على تكرار عبارة "لا حرج" على لسان النبي مراعاة للظروف لخاصة لكل موقف.
يؤكد الكاتب أن تفاعلات التيسير هي التخفيف والإسقاط والكفارة والتوبة والتجاوز والتدرج، ولكل منها أحوال خاصة وبسيطة، وأورد الكاتب الأمثلة على ذلك. محاولات الجهات الدينية لاستئصال الشرور والشهوات باءت بالفشل لعدم مراعاة أعماق نفسية وطبيعة البشرية ونقاط ضعفها، بينما العلاج الأمثل يكمن في إدراك المذنب لذنبه والتوبة والاستغفار والكفارة في بعض الأحوال. يجب أن تمنع الخطيئة بوازع من داخل الإنسان لا بوازع خارجه بالإجبار. يؤكد الكاتب أن معظم صور التيسير تكمن في العبادات مراعاة لضعف النفس البشرية.
يفند الكاتب فكرة التقرب لله بالمشقة وإذلال الجسد وإخضاعه وتعذيبه، والانهماك في العبادات لوقت طويل بتشدد ومغالاة واعتزال للدنيا. لا يجب على المرء تكليف نفسها بما لا يطيق تقربا لله، حيث يجب مراعاة ظروف الحياة والصحة والمقتضيات العملية أيضا لطبيعة البشر والمجتمع وتعقيدات الحياة وتعدد الاحتمالات. في القسم الخاص بالتطبيقات الحديثة يورد الكاتب أمثلة توضح تطبيق مبدأ التيسير زمنه المشقة مثل الجمع بين صلاتين أو أكثر والتيمم والوضوء والغسل والصيام، مع بيان لبعض الأحوال والأحكام في كل ما سبق فيما يتعلق بالمرأة.
الرسالة الختامية للكتيب هي عدم غلق باب التيسير أقره القرآن وأقرته السنة رحمة بالناس ونبذ التنطع والتشدد لأن إرادة الله هي اليسر لا العسر.


Simplifying religious obligations in Islam

Bigotry and lack of tolerance are qualities not typical of Islam, but typical of ancient religious scholars who rejected the notion of the benefit of the individual and the human community. Simplifying religious obligations in Islam is an essential part of Islamic sharia. In many cases, Islam cares for the benefit of the human being. These cases are mentioned in the verified Sunna and the Quranic text with many examples from the life and traditions of the prophet. Simplification is defined and examples of daily life are cited, which covers prayers, ablution, fasting, special issues of women…etc. This kind of views should not be banned; otherwise, people might discard the rituals of the religious practices. Islam and its simple message were made difficult, complicated and convoluted by narrow-minded scholars. It is the will of God to simplify matters of practices and rituals in certain cases as He cares for the benefit and the conditions of the human being. God has created human beings and He knew they are weak and tend to err. He has provided us with means to atone for our sins, to repent and do good deeds, and to curb our lusts. Simplifying religious obligations in certain cases and conditions are a sign of God's mercy for his people, and we should not disobey God in that matter to please bigots and extremists.

No comments:

Post a Comment