Thursday, June 10, 2010

قضية القبلات وبقية الاجتهادات







يقع الكتاب في ثلاثة أقسام يتبعها ثلاثة ملاحق ويسبقها مقدمة، ويقول الكاتب في المقدمة أنه لا يطلق الفتاوى لأن المؤمن يجب أن يستفتي قلبه، ويورد الجدل الذي أثير حول الاجتهادات الخاصة به. يتناول الكاتب في القسم الأول فضية تبادل القبلات التي أثارت أزمة مع المؤسسة الدينية وأهل الفتاوى ممن ضخموا الأمور وهولوا المسألة بغرض إثارة والفتنة والبلبلة، فكان كل هذا رد فعل سيء لأمر بسيط كان مراد منه مصلحة الأمة لا تشتيتها. يتناول الكاتب كيفية تعامل الشريعة مع الضعف البشري وكيف أنه بأدلة من القرآن والسنة نعلم أن الإنسان واقع في الخطأ لا محالة ولذلك يسر الله له وسائل للاستغفار والتكفير عن الذنوب الكبيرة ووسائل للتوبة، وكيف أن الحسنات يذهبن السيئات وصغار الذنوب. يناقش الكاتب مشكلة الزواج في العصر الحديث وأنها دفعته للاجتهاد في فكرة أن القبلات بين الجنسين هي من اللمم لا من الكبائر. هناك فرق كبير بين الخطايا والكبائر وبين الضعف البشري العام (النفسي والاجتماعي) الذي يؤدي للوقوع في الخطأ أو اللمم لا الشر المستطير المتعمد. إن فهم الإسلام للذنب هو أنه في حالة ارتكابه يكون وسيلة للندم ثم التوبة والاستغفار ومن ثم عدم الوقوع في الذنب مرة أخرى، فالإسلام أقر الضعف البشري ونصيب كل إنسان من الوقوع في الخطأ لا محالة، وتلك هي اختبارات وابتلاءات لإصلاح النفس بعد التوبة. بما أن الإنسان بطبيعته يرتكب الذنوب الصغيرة أو اللمم أو أن يقصر في العبادات أدركت الشريعة الإلهية ذلك ويسرت له السبل للتكفير عنها بالاستغفار وإتيان الحسنات. يقول الكاتب الأهم في الإسلام ليس اقتراف الذنوب بل أهمية تواجد الحاسة الإيمانية داخل النفس، والتكفير عن الخطيئة يمنع الشعور بالذنب والندم لمدة أطول من اللازم، وهذا أفضل ممن يظن نفسه بلا خطيئة ولا يستغفر بل يشعر بالزهو ويدعي الكمال. هذه هي رحمة الإسلام التي تفوق التصور البشري. أورد الكاتب آراء العديد من الفقهاء القدامى عن معنى اللمم وصغائر الذنوب وأن الله يغفرها بإذنه في حالة اجتناب الكبائر وفي حالة الاستغفار والقيام بالحسنات. استنادا لعدد من الروايات للفقهاء والمفسرين للقرآن والأحاديث النبوية اعتبر الكاتب القبلات العابرة والنظرات غير المقصودة من اللمم الذي قد تغفره الصلوات. يتناول الكاتب النظرة الدونية الحالية للمجتمع تجاه المرأة وهي نظرة غير إسلامية على الإطلاق، لأن الإسلام ساوى بين الجنسين في الحقوق والواجبات كما نجد في السيرة النبوية وفي العديد من الآيات القرآنية. يقول الكاتب مستشهدا بالعديد من قصص السيرة النبوية أن النبي محمد قد غرس بذرة تعاليم نبوية سامية للتعامل مع المرأة لكن هذه البذرة لم تثمر بسبب العصبية القبلية الذكورية للمجتمع الجاهلي وبسبب قصر مدة حكم النبي للمدينة وأخيرا بسبب تحول الخلافة لمُلك عضوض.
أورد الكاتب العديد من التوجيهات النبوية السامية للتعامل مع النساء، وكيفية التفرقة بين النظرة المحمدية للمرأة والنظرة الجاهلية المقيتة. يؤكد الكاتب حقيقة غائبة عن أذهان الجميع ألا وهي أن الدين ليس هو كل شيء في الحياة بل هو جزء من مجموع جوانب تشكل هذه الحياة. بخلاف تحريف واستغلال مبادئ الدين كحرفة لخدمة أغراض دنيوية، يظن الكثيرون أن الدين فيه كل شيء. على الرغم من أهمية ومكانة الدين لكنه يمثل جانب واحد من الحقيقة من ضمن جوانب عديدة بعضها معروف وبعضها لا يعلمه سوى الله صاحب الحقيقة المطلقة. لا كهنة ولا سدنة ولا مؤسسة دينية في الإسلام تدعى أنها تملك الفهم الوحيد الصحيح للدين. هناك أبعاد متعددة أخرى في الحياة يتفاعل معها الدين ليظل صالحا لكل زمان ومكان، وهذه التعددية في الحياة لا تخالف الدين والإيمان بوحدانية الخالق، ومن أهم الأبعاد العلوم والفنون والآداب والفلسفة والرياضة، وهي الأبعاد التي تمثل الحياة البشرية وسنن الله في خلقه، ولا يصح أن يطغى البعد الديني على الأبعاد الأخرى للحياة الإنسانية بسبب سيطرة كهنوت المؤسسة الدينية. احتكار الحديث عن الدين بواسطة أي جماعة متحجرة الفكر يفرض وصاية ثقيلة وتعتيم ورقابة صارمة على الجوانب الأخرى السالفة الذكر.
يؤكد الكاتب انه من غير المعقول في العصر الحديث أن نتمسك بأقوال فقهاء عاشوا منذ قرون مضت لأن كلماتهم لا تظل صالحة إلى يومنا هذا. الفترة المبهرة المثالية الوحيدة في الإسلام هي حكم النبي للمدينة المنورة ثم حكم الخليفة الأول والثاني من بعده، ثم انحرف المسار إلى الملك السلطوي الوراثي المستبد وما تبعه من تعقيدات وانتكاسات التي أدت للانحراف عن الهدي النبوي وتخلف الشعوب الإسلامية لاحقا. لكن لا ينبغي أن نحاول إعادة عقارب الزمن للوراء لمجرد إعجابنا بحقبة زمنية معينة في التاريخ بل يجب أن نعيش عصرنا لا أن نتبع الأسلاف ونقلدهم بدون وعي بزعم أن الأزمنة الماضية كانت خيرا من زماننا. يقول الكاتب أن العقل المسلم قد تجمد لقرابة ألف عام بسبب التوقف عن التفكير والاجتهاد، ويجب أن تنتقل الأهمية من النص إلى طرق فهم النص ومضمونه والمفهوم منه، وهذا يختلف من عصر لآخر. لا ضرر في الاقتباس من العولمة والمدنية الحديثة ما يفيد العالم الإسلامي ونبذ ما ملا يتفق مع الإسلام وهو قليل، لأن العولمة والتعددية لها نقاط تشابه كثيرة مع الإسلام، كما أن الإسلام خط دفاع ضد أي جوانب متوحشة للعولمة وللعلمانية وسيحفظ للأمة كيانها ويحول دون ذوبانها وفي نفس الوقت يسمح بمرونة التكيف مع العصر الحديث.
يقول الكاتب أن الحب والجمال عالمان مغيبان عن المجتمع الإسلامي حاليا وظل الجميع يقولون بالإعراض عن حب الدنيا والحرص على حب الآخرة فقط واعتبار أن حب الدنيا فتنة وشر مستطير، مع أن الإسلام يعترف بحق الإنسان في الاستمتاع بمباهج الدنيا وورد في القرآن فكرة حب الله، كما أن الجمال في الخلق والطبيعة يشير لوجود الخالق المبدع والجمال من أعظم نعم الله على البشر، وتأمل الجمال في الطبيعة يجمع بين الفن والعبادة معا. لكن قيم الجمال والحب التي هي من مقومات المجتمع الإنساني تضائل الإحساس بها وسط تشدد الغلاة وخوفهم من هاجس الفتن المزعومة، وبالتالي لابد أن تتحرر الأمم الإسلامية من تراثها المعقد الذي ينهى عن الحب والاستمتاع بالحياة مما أدى للنفاق وتشوه النفوس وضلالها.إن الله هو الذي جبل النفس البشرية وأهو أرحم بالناس من بعضهم البعض لأنه خالق النفس وألهمها فجورها وتقواها، فالبشر ليسوا ملائكة لا يخطئون.
في القسم الثاني من الكتاب يورد الكاتب جزء كبير من قصة نشأته وحياته وعلاقته بوالده وبأخيه الأكبر وما هي العوامل التي أثرت في فكره ووجدانه وثقافته وشخصيته، حتى يتعرف عليه القارئ بشكل أفضل، ثم يعرض الكاتب مبادئ دعوة الإحياء الإسلامي التي بدأها عام 2000 والتي تدور حول فكرة الإنسان المستخلف من الله على الأرض ومن أبرز مبادئها حرية الفكر والاعتقاد وإعمال العقل وضبط السنة بضوابط القرآن لاستبعاد الأحاديث المزورة المنسوبة للنبي، واعتبار الحكمة من أصول الإسلام وأن الزكاة في قدسية الصلاة و أن المصلحة العامة هي القاعدة الأهم لكل ما ورد في الفقه والشريعة، وضرورة مجاوزة السلف، وأهمية تحرير المرأة ومساواتها بالرجل واستبعاد فكرة أن الدين الإسلامي يسيطر على كل شيء بل هو جانب واحد من جوانب الحقيقة: (الدين- العلوم- الفنون – الآداب - الفلسفة) وهي جوانب لها عطاءها المختلف عن الدين لكنه عطاء لا يتنافر مع الدين بل ينسجم معه.
يتناول الكاتب في القسم الثالث مناقشة عدة اجتهادات له وإثبات صحتها بأدلة نقلية من القرآن والسنة والسيرة النبوية بخلاف الأدلة المنطقية العقلية، وقال الكاتب إنه لا يحب دلالة لفظة "الفتوى"، ومن هذه الاجتهادات عدم إبطال التدخين الصيام ونفي وجود حد دنيوي للردة في الإسلام لأن هذا الحد المزعوم هو صناعة فقهية، وأن القرآن يذخر بالكثير من الآيات التي تقر حرية لفكر والاعتقاد ولاسيما المعتقد الديني والإيماني، وهناك أيضا الاجتهادات في قضايا المرأة فيما يتعلق بالحجاب والاختلاط وتحرير المرأة وتجريم ختان البنات وجواز إمامة المرأة للرجل، ثم ينتهي الكتاب بملحق مانيفستو المسلم المعاصر ثم ملحق به نبذة مختصرة عن الكاتب في عدة نقاط.

Gamal Al-Banna's controversial religious views

The author discusses many of his controversial religious views that stirred hot debates. Mistakes and petty sins in Islam could be overlooked and forgiven by making good deeds and asking God's pardon. Petty kissing on the cheeks as a way of greeting between unmarried people of any gender is not morally wrong. Patriarchal and chauvinist attitudes, bigotry and lack of tolerance are still dominating our Arab society concerning women, and people refuse pluralism and accepting different views. Salafism should be removed from our thinking and our daily lives. Beauty, arts, and literature are things that refine the human sensibilities. The authors write a semi-autobiography of his life in this book, and he tackles many issues of his call for Islamic Revival.
The author contends that he does not issue fatwas (religious edicts) as he is an Islamic thinker and not a religious scholar. He urges people to turn to their hearts and minds rather than asking a religious figure or authority about anything. The author's radical, revolutionary views often stir the wrath of the established religious institution in Egypt, and they stir hot debate and controversy. The author explains his views in details, and supporting them with textual evidence from the Quranic verses and the verified Sunna. Chief among these views is the clear, simple fact that mistakes and petty sins can be forgiven by atonement, prayers, asking God's forgiveness and pardon and doing good deeds, as a way to repent for these sins.
Another controversy is the inferior look toward women by the chauvinist, patriarchal society, and the dire consequences of this attitude toward woman, which was not urged by Islam. On the contrary, Islam propagates equal rights and obligations for women, as shown in many Quranic verses and the verified Sunna.
Another problem tackled is the false notion that religion is part of every aspect in life however small and secular it might be. Religion is only one aspect of life among other aspects like Love, Beauty, Justice, Literature, and Art...etc. No religious authority or institution can claim to have exclusively the only true understanding of Islam. We cannot possible in our modern era take up views of ancient scholars who lived centuries ago. It is illogical and irrational to follow our ancestors blindly without using our minds. Suppression and tyranny led to distortion of Islam and its clear, simple message with the passage of time. Secularism and pluralism are propagated clearly in Islam if we understand the Quran correctly after discarding old interpretations of it. Islam, in fact, is flexible enough to suit people in all times and places. We should liberate our mind from the shackles of the Salafist thought as it does mot cope with the modern age.

No comments:

Post a Comment