Thursday, June 10, 2010

الجهاد




يناقش الكاتب الأفكار المغلوطة التي لحقت بمفهوم الجهاد في الإسلام، فلقد أسيء فهم الجهاد في الماضي وفي العصر الحديث، وأدى ذلك لظواهر كالإرهاب وقتل الأبرياء. الجهاد كأصل دائم في الإسلام له معاني متعددة ومختلفة منها القتال كصور مؤقتة منه في حالات محددة، وتناسى البعض أنواع الجهاد الأخرى: بالصبر والثبات والحكمة والموعظة الحسنة وأحيانا بالهجرة إن لزم الأمر. القتال جزء من الجهاد في حالة الدفاع عن النفس والممتلكات وعن حرية العقيدة كما حدث للمسلمين الأوائل في عهد الرسول، وكان مرحلة وقتية مرهونة بأحداث محددة. القتال في حد ذاته ليس الوسيلة المثلى لتدمير أي نظام حكم ظالم، كما أن القرآن لا يطلق العنان للقتال بل يدعو للتعددية والتعايش مع الديانات الأخرى.
هناك عوامل تاريخية محددة أدت لتضاؤل مضامين الجهاد في روح في المجتمع وبالأخلاق الإسلامية كتنظيم الحقوق والواجبات وإعلاء قيمة العدالة وصار القتال هو أهم جزء من الجهاد في عصور سابقة. جاء التصوف في عصور التدهور ليبعد الدين عن الحياة للفرار من مجابهة مشكلات المجتمع، وكان كبديل أسطوري أدى لبدع وشطحات مثل التبرك بالبشر والموتى والقبور.
يتناول الكاتب الطبيعة الجهادية للإسلام، ويقول أن التصور الإسلامي للحياة هي صراع بين الخير (الإنسان) والشر (الشيطان)، كما يضع القرآن كل الثقة في الإنسان المسلح بالعلم والعقل والهداية الإلهية للوصول للحق والخير والبعد عن الشر، ومن هنا جاء أول مستوى للجهاد وهو ضد الشيطان، كما أنه يوجد جهاد في حالة الابتلاء والمحن والاختبارات التي تحدث للإنسان في حياته.
يصيغ الكاتب دستور الجهاد الإسلامي كالتالي:
1) القرآن كأداة للجهاد: يبني المسلم شخصيته بقراءة القرآن بتدبر ووعي بدون وساطة التفاسير
2) الصبر والثبات في مواجهة الشدائد والاضطهاد بدون مقاومة المجتمع بالعنف 3) الحكمة والموعظة الحسنة
4) الإنفاق من الوقت والمال والجهد في سبيل الخير
5) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للتعامل مع الانحرافات دون إجبار أو عنف بل بإسداء النصيحة فقط
6) المقاصة أي مبدأ الحسنات يذهبن السيئات
7) الملاذ الأخير الهجرة للفرار من الاضطهاد
يؤكد الكاتب وجود خلط وسوء فهم بين الجهاد في الحياة الدنيا والجهاد من أجل الحياة الآخرة، حيث أنهما ليسا متضادان فلا جهاد ضد الدنيا بوصفها رذيلة أو ملعونة كما في المفهوم المسيحي، والإنسان لا يجب أن يقضى عمره في عبادة حتى الموت كالرهبان، بل إن الإسلام منهج حياة وليس من أجل الآخرة فقط، كما أن القرآن يقدس الحياة الإنسانية ولا يجوز المساس بها. الدنيا التي يذمها القرآن هي الجهل والغفلة والأنانية والانغماس في الشهوات ونسيان ذكر الله والآخرة، لأن الدنيا هي مزرعة الآخرة.
شرع القتال في الإسلام كوسيلة للدفاع عن النفس وعن الممتلكات وحرية العقيدة، وفي مواقف محددة بعينها، فالإسلام ليس سيفا بل كلمة حق وسلام للناس. يقبل الإسلام التعددية والتعايش في سلام مع أصحاب الديانات الأخرى، وأهم مثال مجتمع المدينة في عهد النبي. هناك نهي عن قتال غير المسلمين ممن لا يحاربون المسلمين، كما أن حروب الإسلام في بدايته كانت دفاعا عن العقيدة التي غيرت واقع أصحاب المصالح المكتسبة المتوارثة ممن لم يرغبوا في المساس بها وحاربوا المسلمين.
يستدل الكاتب من آيات القتال في القرآن ضوابط القتال وشروطه، ومبدأ عدم السعي إليه إلا في حالة الاضطرار، والجدير بالذكر أن آيات القتال قليلة جدا إن قارنها بآيات الرحمة والأخلاق الإسلامية القويمة. يذكر الكاتب آراء الفقهاء في القتال ومن السنة، التي تعتبر الأصل الثاني بعد القرآن لكنها ليست خالدة مثله بخلاف آلاف الأحاديث الموضوعة التي يجب استبعادها بمعايير القرآن وضوابطه. تكمن المشكلة في تغليب الفقهاء القدامى للقتال باعتباره الوجه الوحيد للجهاد، وهذا الفهم المبتور والخاطئ يؤدي للعنف والإرهاب. الجهاد الأفضل هو من أجل المثل العليا وإحلال نظم صالحة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا في المجتمع، كما يجب الجهاد ضد الفساد والتخلف والجهل وفي سبيل الخير في معركة شعبية حضارية تنموية. الجهاد دوما وسيلة لا غاية في حد ذاته، والأفضل هو الجهاد في سبيل حياة أفضل مع الله والناس، وإنقاذ الناس من وثنية عبادة الأشخاص.

Jihad

Jihad is the most misunderstood concept in Islam, both in the past and in the present. It does not always mean battles and war. Jihad has many different levels of meaning. War is only one temporary image of it when Muslims are persecuted and fought by an enemy, and they have to defend themselves, their faith, and/or their property. The Quran exhorts not to fight non-Muslims who do not fight Muslims, but it urges holding peace with them.
Jihad has other means like immigration, patience, resisting temptations, avoiding evil at all costs, bearing despicable inevitable conditions. Salafist interpretations made jihad and warfare interchangeable words, and this was a grave mistake leading to terrorism and violence. Ancient religious scholars who maintained this view wanted to serve rulers, gain favors, and keep their positions. Waging wars is the last resort for Muslims for the purpose of defense, and it is one form, among many different forms, of jihad.
This enlightened view has evidence in the Quran and the verified Sunna. Yet, there are fabricated hadiths inserted in the past eras that urge waging rampant wars indiscriminately, and these falsehoods were inserted partly by enemies of Islam and partly by corrupt scholars. These falsehoods should be excluded from Sunna using the criteria of the Quran.
Jihad also means fighting corruption and falsehoods, paving the way for a better life for all people. Jihad should be against problems like poverty, illness, ignorance, backwardness, social ailments…etc. the best Jihad is for the betterment of life and the relation of people with God and with themselves. Jihad, in this sense, is a means to reach an end, not an aim or an end in itself.

No comments:

Post a Comment