Thursday, June 10, 2010

أصول الشريعة






تختلف أصول الشريعة عن أصول الفقه، لأن الشريعة تعني بالدنيويات وتنظيم العلاقات بين الناس.أصول الشريعة هي: 1) إعمال العقل 2) القرآن 3) السنة المنضبطة بالقرآن 4) العرف 5) الحكمة. العقل أولا لأننا بواسطته نفهم القرآن ونستخلص الأحكام والقيم من الآيات لإقامة آليات العدل. يجب طرح جميع التأويلات والتفسيرات القديمة والحديثة للقرآن والسنة، كما أن الحكمة بديل أشمل من الإجماع والاجتهاد، كما أن كلمة الحكمة وردت في القرآن كثيرا وهي لا تعني السنة النبوية. يتناول الكاتب كل أصل مما سبق في فصل مستقل.
يأتي العقل قبل القرآن لأننا نتدبر لقرآن بالعقل. لا داع للجوء إلى تأويلات قديمة وأسباب النزول ودعاوي النسخ المزعوم والإسرائيليات والأحاديث المدسوسة المزيفة لكي نفهم بها القرآن فهو يفسر نفسه بنفسه، وكلها أمور دخيلة طمست وحجبت الكثير من نور القرآن، فساد الظلام بعدها لقرون في ظل غلق باب الاجتهاد، الخطأ الجذري كان في المعالجة، لكن بشكل عام القلب هو وعاء الإيمان ويؤدي للخير، لكن الإيمان الفعلي ليس بالعقل فقط بل بالقلب والوجدان والعاطفة. تنبع أهمية العقل في كونه الوسيلة لمعرفة الحقيقة في أمور الدنيا وليس العقيدة. لا للعزل بين الشريعة والعقيدة فهما على التوالي كالعقل والقلب للجسم. كانت بداية الضلال استقدام المنطق الأرسطي وإقحام الفلسفة وعلم الكلام، فكانت الطامة الكبرى والفتنة العظمى. المعالجات الفقهية التقليدية ابتعدت عن منهج الله ورسوله وصار النقل هو دعامة الشريعة والمنطق الأرسطي هو دعامة العقيدة، مما أفسدهما معا. ساد النقل والتقليد الأعمى للسلف إلى الآن، الصحيح هو أن العقيدة من الغيبيات ولا نعرف منها سوى ما في الوحي الإلهي (القرآن)، ويجب أن نستخدم العقل في التفكير والتدبر ولا ندع إعمال العقل في الشريعة، وليس العقيدة. يجب أن يعود منهج الاجتهاد الشخصي بدون شروط بل بحرية وحيادية تامة، فقد غاب العقل والفكر الإسلامي عن الوعي لقرون طويلة، وساد الإيمان بالخرافات ودس الأحاديث المزيفة التي متنها باطل وسندها مزيف، حيث كان العلماء يهتمون بالسند لا المتن، وحتى الرجال ممن أنصفوا العقل (مثل ابن رشد والأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا) لم يتمكنوا من إصلاح الأمور لقوة تيارات الظلام والجهل.
يحتوي القرآن على منظومة القيم الحاكمة، فهو معجزة القرآن الخالدة، والهداية فيه عن طريق التأثير النفسي والموسيقى والتقسيم الفني وبالتالي يتحقق الإيمان. أحكام القرآن قليلة وبلا تفاصيل، والقيم القرآنية يمكن أن نستلهم منها الأحكام فالدين ليس مجرد طقوس فحسب، والقرآن هو المرجعية الأولى. القيم الحاكمة هي العدل والحق كوجهين لعملة واحدة، وبالتالي الحريات جميعها وإعمال العقل والتيسير والرحمة والأخلاق والسماحة والتوبة والضمير...الخ
يجب السنة أن تضبط بضوابط القرآن ويجب غربلتها من الغشاوات والتزييف ولا يجب أن تستقل بالتشريع، ثم يأتي دور العرف وليس الإجماع وتغليب المصلحة العامة، ثم أخيرا الحكمة الأصل المسكوت عنه التي هي المعرفة الدنيوية وتحقق التوازن بين الدنيا والآخرة، وبها نرى تجليات الفكر الإنساني.

Sources of Sharia

Sources of sharia differ from those of faith, as faith is concerned with the belief in the metaphysical, while sharia laws are centered on worldly affairs and matters. Faith is emotional and felt with the heart, whereas sharia is perceived by the mind, but they complement each other. The sharia sources are in that order: 1) the reasoning mind 2) the Quran 3) the verified Sunna 4) social conventions 5) wisdom. The mind precedes the Quran as we use the former to understand the latter to deduct rules. Yet, the entire ancient interpretations of the Quranic text and hadiths should be overlooked. Old knowledge of religious scholars was corrupted by the introduction of Aristotelian logic and other philosophies into the interpretation of Islam. This wreaked havoc into both sharia and faith and made them overlap. The reasoning mind should sift such heritage of falsehoods and superstitions. Some scholars who advocated the use of the reasoning mind, their calls were crushed and overwhelmed by forces of ignorance and darkness.
The Quran contains the rules to be deduced for sharia laws, and it contains faith, which is spread into the hearts of the believers by the miraculous effect of reciting the Quran, the primary reference of paramount importance in Islam. Such rules are: liberty on all levels, using the mental faculty, mercy, morals, values, conscience…etc.
The Sunna should be verified and sifted using the Quranic text as a criterion or a measure stick, to exclude falsehoods and fabricated hadiths. Social conventions and wisdom come lastly, with the former meaning the general benefit of people, and the latter meaning worldly knowledge that helps achieve progress in life via liberty of thought and its manifestations.

No comments:

Post a Comment