Thursday, June 10, 2010

المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد الفقهاء








أي مشروع للنهوض بالأمة الإسلامية يجب أن يبدأ بقضية المرأة التي ظلمتها المرجعية الفقهية المخالفة للمرجعية القرآنية. الإسلام كما جاء في القرآن سمح ومرن ويتسع للكثير وبالتالي هو صالح لكل زمان ومكان، لكن تفاسير الأقدمين ضيقت رحابة القرآن وجمدت مرونته مما أطاح بالحرية والمساواة والانفتاح الذي أراده القرآن، وبالتالي يجب تجديد حيوية الإسلام عامة وتجديد فاعليته فيما يتعلق بالمرأة بشكل خاص بدون تقيد بفقهاء السلف وأقوال المفسرين القدامى والمحدثين.
يقول الكاتب أن القرآن يحرر المرأة كإنسان من الموقف المتعسف ضدها في الجاهلية ومن النظرة المتدنية لها، فقرر لها الإسلام حق التملك والتصرف المستقل ولم يحرمها من العمل وتولي المناصب ، ويراعي أنوثتها وظروفها ومسئوليتها في الإنجاب والتربية. لم يأمر القرآن صراحة بالحجاب أو الخمار لأن الله يريد للاجتهادات أن تعمل عملها وفقا لظروف الزمان والمكان. الحجاب في القرآن ليس زي أو رداء بعينه أو النقاب أو غطاء للرأس بل الاحتجاب وراء باب أو ستر والاستئذان قبل الدخول على أماكن النساء. الاستنتاج هو أن ستر شعر الرأس بلا بُعد تعبدي بل هي عادات حسب المكان والتقاليد.
تحديد الزي ليس من العقيدة بل يخضع للأعراف والعادات، فلا داع لتضخيم أهمية الحجاب. مجتمع النساء في عهد النبي كان محتشما وليس منتقبا. المرأة عورة حديث غير صحيح منسوب زورا للنبي. علاقة الزواج واختيار الزوج والزوجة يجب أن تتم في مناخ اختلاط بين الجنسين والفصل بينهما خطأ كما أن تعدد الزوجات مشروط بشروط صارمة. يحدد الإسلام درجات لقوامة الرجل على المرأة في القرآن ويحدد النص القرآني أيضا أحكام الطلاق وحفظ حقوق المرأة في هذه الحالة.
كان للرسول الكريم دورا مهما في مناصرة وإنصاف المرأة بوجه عام وكان بمثابة داعية للحب في مجتمع عربي جاهلي وكان أول من نمى حاسة الجمال في هذا المجتمع، والكثير من الأحاديث الصحيحة ووقائع السيرة النبوية تثبت ذلك، وتناول آداب ممارسة الجنس بين الزوجين. يقول الكاتب أن مصافحة النساء ليست محرمة وإن التهويل في ذلك من أعمال الفقهاء لاحقا. الفصل بين الجنسين ليس من الفطرة. كان حضور المرأة في صدر الإسلام ملموسا في السلم والحرب وفي اعتناق الدين وتفضيله عن الأهل المشركين.
بعد عهد النبوة والخلافة الراشدة انتهى عهد تحرير المرأة وحصولها على حقوقها ومشاركتها في الحياة العامة، ليبدأ عهد القيود والقمع على يد التقاليد الجاهلية المستمرة وقمع الفقهاء الموالين للسلطة المستبدة المتعسفة. كان نقص الشعور بالجمال سببا مهما في حجب المرأة في المنازل ثم إجبارها على النقاب والحجاب (غطاء الرأس) درءا للفتن والشهوات. استمر قمع المرأة لألف العام وحتى اليوم ويجب تغيير قوانين الأحوال الشخصية التي تستند على فقه عمره أكثر من ألف عام.
يقول المفكرين في العصر الحديث (مثل قاسم أمين) وقليل من الفقهاء المستنيرين ما يلي:
لا للتفريق في الأحكام بين الجنسين ونعم لمشاركة النساء في العمل الاجتماعي والسياسي والانتخابي والنقابي والحزبي ووظائف الدولة، ولا للأحكام السلفية الجائرة على حق المرأة في الحياة والحرية. ينقسم الفقهاء بين الحجاب الذي يظهر الوجه والكفين وبين النقاب البغيض الذي ما أنزل الله به من سلطان. المصافحة بين الجنسين لم يرد فيها شيئا سوى أحاديث ضعيفة ومرويات مدسوسة على النبي.
حل مشكلات المرأة لا في الفقه السلفي والتقليدي الحالي بل في الفقه الجديد مع استبعاد التفاسير القديمة للقرآن، فالمصدر الأول للشريعة هو العقل ولا نسى الحكمة كمصدر مهم في الإسلام وبالتالي في قضايا المرآة، ويجب تغليب المصلحة العامة فوق كل شيء، فمثلا لا تحريم للاختلاط بل للخلوة غير الشرعية فحسب، ولا يسبب الاختلاط فتنة وفساد بل العزلة هي ما يؤدي لذلك وقد تدفع إلى سلوكيات جنسية منحرفة. لا داع للتشنج والتعصب ويجب النظر للأمور بنظرة موضوعية وحضارية وعقلانية من أجل مواكبة العصر الحديث.



The Muslim Women between the Liberation of the Quran and the Restrictions of the Scholars

No progress in the Islamic nations could be done except by giving women their rights, stripped of them by ancient religious scholars of Salafist thought, which, the author contends, goes against the Quranic thought. Islam as shown in the Quran is tolerant and flexible to suit all people everywhere in all eras, yet, this flexibility and tolerance vanished because of the false interpretations of the Quran. Islam should be renewed by discarding Salafist thought entirely to liberate women and save them from suppression. Islam does not make the veil (hijab or niqab) obligatory for women, or any other dress code for both genders; rather, the ancient religious scholars are the ones who did so under the moral pretence of being pious and chaste. These scholars had deprived woman of many rights. To ensure the liberation of women, old interpretations of the Quran should be discarded as well. Mixed institutions and places should be encouraged, otherwise, corrupted psyches would emerge and people would suffer morally, sexually, mentally, and physically. Decadence and dissipation would surely follow such suffering. A more objective, rational outlook is encouraged for the interests of the human beings, their welfare, and their security, so that they could cope with the demands of the modern era. Some contemporary thinkers tried arduously to liberate women. However partial their success was at their times, they eventually failed in their mission. To ensure the success of the endeavor to liberate women, a new fiqh is advocated, based on discarding old religious heritage, and depending on the rational mind, human wisdom, besides the Quran and the verified Sunna, and to care for the benefit of human beings

1 comment:

  1. رائع ولكن الحقيقه يا دكتور جمال ان المتشددون حيزعلوا عليك أوي لانك بكلامك هذا سوف تبيد وجودهم

    ReplyDelete