Thursday, June 10, 2010

مسئولية فشل الدولة الإسلامية في العصر الحديث وبحوث أخرى






يجمع الكتاب عدد من الأبحاث التي كتبت عبر سنوات سابقة، وتتناول تلك الأبحاث بشكل عام تحديات وهموم الأمة الإسلامية وتطرح بعض الحلول والمقترحات، وموضوعات الأبحاث هي قيام الدولة الإسلامية، والإخوان المسلمين وأهدافهم، وغياب الرؤية الإسلامية في المجتمع، ومحنة الجاليات المسلمة خارج ديار الإسلام وأزمة الهوية لديهم، ومسألة وحدة الأمة الإسلامية، ومفهوم الصحوة الإسلامية، والدستور الإسلامي، ووثيقة الشهيد حسن البنا عن الوحدة العربية عام 1944، بخلاف قضايا أخرى يناقشها الكاتب في ثنايا هذا الكتاب الفريد.
بالنسبة لمسألة فشل قيام أي دولة إسلامية في العصر الحديث، يسرد الكاتب أمثلة تاريخية لعدة محاولات في عدة أقطار إسلامية، ولكل مثال ملابسته وظروفه وأسباب مختلفة للفشل. كانت أول دولة إسلامية مثالية هي عهد النبوة في المدينة المنورة (10أعوام)، ثم الخلافة الراشدة لأبي بكر وعمر بن الخطاب (30عام) ثم حال المُلك العضوض دون استمرار المسيرة واختلفت ميزان المُثل والقيم والمبادئ الإسلامية، ثم جاءت تحريفات فقهاء إسلام السلاطين والحكام. من أهم أسباب فشل قيام أي دولة إسلاميا حديثا التآمر الخارجي وانقسام أتباع أي زعيم روحي بعد وفاته وتقاتلهم، وعدم وجود رؤية ومنهج ونظرية ومقومات نجاح سياسي، كما كانت تلك التجارب تفشل لأنها تقوم على فكرة الحكم الثيولوجي من منظور قهري لا سياسي، مما أدى لتداخل العقيدة في أمور الشريعة، و آخر أسباب الفشل هو قمع الحريات وقهر المفكرين والمثقفين. نجاح الدولة الدينية في إيران والسعودية كان جزئيا وليس كليا ونتج عنه مساوئ كثيرة. تحديات قيام الدولة الإسلامية هي: توفير الكرامة والحرية والعدالة وتحرير المرأة وعدم تحريم الفنون والآداب ومنع القمع وترك السلف و أخيرا فهم روح الإسلام.
بالنسبة للإخوان يقول الكاتب أن هناك لغط كثير حولهم والدولة تعتبرهم جماعة محظورة على الرغم من أنهم موجودون شئنا أم أبينا، وكثير منهم أعضاء في مجلس الشعب، والإخوان لا يعتبرون أنفسهم صفوة المجتمع ولا يحبون الحديث عن أنفسهم وأفعالهم، ولا علاقة لهم بالإرهاب، فمؤسس الإخوان الشهيد حسن البنا أراد تربية عناصر شابة رياضيا وإيمانيا لأنه كان يعلم أن الوعي الإيماني أهم من الوعي السياسي. يقول الكاتب أن هدف الإخوان ليس الوصول للحكم أو السلطة أو تكوين حزب إسلامي، بل أن الهدف هو إشاعة الفهم الإسلامي بين الناس، وهم لا يحبون السياسة لمفاسدها، ولذلك يعتبر الهجوم عليهم تسطيح للأمور. ينصح الكاتب الإخوان بأمرين: 1) الدعوة للإسلام كمنهج حياة بحل مشكلات الشعب والوطن وفئات معينة كالشباب والقيام بالواجب الإنساني تجاه المكروبين مثلا 2) تجديد الفكر الإسلامي بالعودة للقرآن ونبذ الخلافات الفقهية والمذهبية وترك التراث والسلف، والتحلي بالمرونة والتوقف عن إتباع الأجداد.
القضية التالية التي يعالجها الكاتب هي غياب الرؤية الإسلامية في مصر، على الرغم من أن الإسلام هو اختيارنا الحضاري وهو أصل القيم والآداب، وعلى الرغم أيضا من أن الدين هو الأساس الحقيقي للحضارة. الدين يمنح السلام النفسي الذي لا تحققه القيم المادية الاستهلاكية والاستمتاعية ولا تحققه الفنون والآداب. يقول الكاتب أنه لو استلهمت حضارة الغرب قيم الإسلام لاستكملت ما ينقصها بسبب طغيان المادة. السؤال هنا هو ما سر تخلف وتأخر ديار الإسلام؟ الإجابة التي يطرحها الكاتب هي سوء فهم الدين وغياب الرؤية الإسلامية، وتفاسير القرآن والأحاديث التي أعاقت التفكير بخلاف الظروف التاريخية والسياسية. يجب ألا يكون هناك تدخل بين القرآن والقارئ بتفاسير شتى بل القراءة المباشرة بتدبر وتفكير وتأمل. لقد نهى النبي عن تدوين الأحاديث، لكن ما حدث أن الناس جمعوها وأضافوا لها المزيد بخلاف التفاسير والشروح ما يملأ مجلدات، مما جعل الدين البسيط معقدا للغاية. ذاب القرآن في التفاسير وتحولت السيرة النبوية لغابة ضخمة من الأحاديث والقصص، وكثير منها غير صحيح. كانت النتيجة ظهور المذاهب والمؤسسات الدينية والفقهاء وإقحام الفلسفة والخزعبلات في الدين مما جعل من المستحيل تكوين رؤية إسلامية واضحة ومحددة. الحل يكمن جزئيا في العودة للأصل العظيم القرآن واستخدام المنطق والعقلانية، بخلاف نبذ التراث السلفي تماما.
في بحث آخر يعالج الكاتب مشكلة الجاليات المسلمة في بلاد الغرب، ما بين مهاجر مستقر ومسافر طلبا للعلم أو العمل. المطلوب من المسلم الحفاظ على إسلامه وفي نفس الوقت الاندماج مع المجتمعات الغربية، وليس التقوقع من باب الاستعلاء أو الاندفاع والذوبان بسبب الصدمة الحضارية والشعور بالضآلة والنقص. كلا الأمرين خطأ كبير، فالحكمة ضالة المؤمن، ولا حرج على الإنسان والله يغفر اللمم، ولضمان العفة يمكن للمغترب أن يلجأ لنكاح المتعة حتى لا يقع في الخطيئة، وأن يلتزم في العبادات ويرتدي أزياء مناسبة للمكان ولا يتقيد بزي بلاده. قضية الاندماج تحتاج لخطة محددة طويلة المدى. يمكننا دراسة مثال تغلغل اليهود في أوروبا وأمريكا. يمكن الاندماج بالتزاوج وترية الأبناء على الإسلام واللغة العربية والبعد عن المحرمات تحريما صريحا مع وجود جمعيات تحل مشكلات الجاليات المسلمة.
في بحث آخر يناقش الكاتب مشكلة التآمر من جهة الغرب لإذابة العالم العربي والإسلامي بسبب أن الغرب متقدم عنا تكنولوجيا وعسكريا واقتصاديا وسياسيا، لكن الإسلام هو أبرز المقومات لهويتنا وإرادتنا الحرة، ولن تصمد اللغة والعادات والتقاليد. الحل يكمن في منظومة القيم والمبادئ الإسلامية التي تحقق السلام للفرد وللمجتمع وتجعل للحياة هدف، مما يمنع صدمة الانفلات والذوبان لأن الإسلام منهج حياة ولا يتجاهل الحياة بل يتعامل معها ببصيرة. يمكن للإسلام اختراق أي مجتمع غربي ليؤثر فيه بشكل إيجابي ولإنقاذه من أزماته ومن الخواء الروحاني.
في بحث آخر يتناول الكاتب فكرة الإطار اللا-مركزي لوحدة الأمة الإسلامية، حيث يمكن وقف طوفان المؤامرات من الغرب على الكيان العربي الإسلامي باتحاد المنظمات والدعوات والهيئات الإسلامية بشكل مستقل عن الحكومات، وبشكل لا-مركزي مع قبول اختلاف الشعوب كضرورة لا مفر منها، ونبذ الخلافات وتعميق الصلات مع اتخاذ إجراءات وممارسة الضغوط لكيان ضخم يمثل اتحاد المسلمين على المستوى الشعبي، والهدف هو الوحدة بين الأمم الإسلامية والنهوض الاقتصادي والاستثمار في بلاد العرب وليس في الغرب.
يقدم الكاتب دستورا إسلاميا كمسودة وضعها الإخوان قديما وبها أفكار متميزة وتشجع قيم العدالة والمساواة والتشريع وفقا للقرآن والسنة والاجتهاد، ومن أهم هذه الأفكار استقلال القضاء عن الحكومة ومسئولية الدولة عن كل أفراد الشعب، وتحقيق التضامن الاجتماعي لمحاربة الفقر، وفرض ضريبة الزكاة وتحديد أوجه الإنفاق العام.
في بحث الإخوان والعمل النقابي يشرح الكاتب سر عزوف الإخوان عن العمل النقابي ويشرح للإخوان أن العمل النقابي العمالي يتجاوب مع أصول الإسلام ويمكن من خلاله اكتساب قاعدة شعبية للإخوان.
في بحث ظاهرة الصحوة الإسلامية يقول الكاتب أن الصحوة الناجحة يلزمها أساس نظري وأيديولوجي مبني على القرآن وشخصية الرسول واستلهام فترة الخلافة الراشدة (حكم أبي بكر وعمر به الخطاب)، وتوافر رأس مال قوي، لكن المعوقات للصحوة هي قصور فهم الإسلام بسبب تقوقع الفكر الإسلامي، والقصور في الوصول لصياغة المبادئ الإسلامية التي تجابه تحديات العصر، بخلاف ضعف الهيئات الإسلامية ومعارضة المصالح المكتسبة وظاهرة التطرف الديني واحتكار المؤسسة الدينية في كل بلد للرأي الديني. يكمن الحل الجذري لكل ما سبق في الحرية.
في نهاية الكتاب يورد الكاتب مذكرة الإمام الشهيد حسن البنا عن رأي الإخوان في الوحدة العربية، والتي قدمت عام 1944 قبل تأسيس جامعة الدول العربية، وتوضح تأييد الإخوان لهذه الوحدة، وملخص أفكار هذه المذكرة هي: الإسلام عروبة بعد العروبة، والعرب أمة واحدة، وهناك مطالب تساند الوحدة مثل إلغاء الحواجز الجمركية وجوازات السفر، وزيادة التعاون الاقتصادي والتعليمي والتشريعي والعسكري والسياسي وتعاون الحكومات فيما بينها، ورعاية الأقليات المسلمة في بلاد الغرب، وتعزيز الروابط بين الدول العربية والدول الإسلامية غير العربية.












The Responsibility of the Failure of the Islamic State, and Other Research Papers

This book comprises separate research papers covering various issues concerning the Islamic nations, and proposes some suggestions and solutions. Chief among these issues are the issue of failure in establishing an Islamic state, the Muslim Brotherhood, the absence of an Islamic vision in society, the problems of the Muslim immigrants in non-Muslim societies and their identity crisis, the Islamic reawakening, the Islamic constitution, among other important issues.
As for the issue of failure in establishing an Islamic state, the author cites many attempts in many countries in various conditions. There are many reasons for their failure, like the lack of firm theoretical and ideological basis, spread of theocratic rule, and suppression of all liberties. Partial success of the theocratic state in Iran and Saudi Arabia is not without its sacrifices and negative sides, and it has resulted in many violations of human rights.
As for the Muslim Brotherhood, they are outlawed in Egypt, though they still existing until now. Some of its members are members of the parliament as well. They have no links to terrorism, and their aim was not to form an Islamic state of theocracy as some might claim. The Muslim Brotherhood was established by the martyred imam Hassan Al-Banna who wanted to restore faith in the hearts and deeds of the Egyptian people, and he had no political aims. The author calls them to apply Islam as a way of life, not just mere slogans, but to perform acts of charity and help people, as well as to form unions and syndicates…etc. and urges them to renew Islamic thought by returning to the Quran while discarding doctrinal and fiqh differences and Salafist thought to attain flexibility and popular approval.
As for the lack of an Islamic vision in Egypt, despite the fact that Islam is a major component in our civilization and a source of inner peace and curbing materialism, but the problem lies in the misunderstanding of religion. The deluge of interpretations of the Quran and hadiths coming from the past centuries, as well as other historical and political conditions had led to our backwardness. We should read the holy text itself without the mediation of any sort of interpretations that complicated the simple message of Islam. This heritage had filled thousands of tomes, and had been time-honored and hallowed for no reason whatsoever. The result was the lack of an Islamic vision. The solution partially lies in rejecting Salafist heritage and using logic and rationalism.
As for the problems of the Muslim immigrants in non-Muslim societies and their identity crisis, they have to acculturate to the societies in which they live in, and avoid living in isolated ghettoes. At the same time, they should keep the rituals and practices of their Islamic faith. Islam can save the Western world from its spiritual void.
As for the Islamic nations, they should be united in many objectives apart from their separate governments. They should unite in a non-governmental organization to achieve goals like economical development and investments in Arab countries, for example.
As for a draft for the Islamic constitution, it should encourage values like justice, equality, liberties, and sharia, according to the Quran, the verified Sunna, and wisdom. The Islamic constitution should include social solidarity to eliminate poverty, and laws to impose Zakat in the form of a tax. As for the Islamic reawakening, it should be based on a firm ideological and theoretical foundation derived from the Quran and the verified Sunna of the prophet Muhammad. We should aim at improving financial capitals and local investments, while we grant all levels of liberty and fight sociopolitical corruption.

No comments:

Post a Comment