Thursday, June 10, 2010

نعم للولاء ولا للبراء







يتناول الكاتب فكرة موقف المسلم من الآخر غير المسلم، ويؤكد أن مفهومي الولاء (للمسلمين وللحكام والدولة) والبراء (أي بغض وكراهية وعداوة كل ما هو غير مسلم) بدعة ليست في العقيدة ولكنها مقحمة عليها لأسباب فقهية تاريخية سياسية، وبسبب التأويل المغلوط للقرآن لخدمة ذوي المصالح الدنيوية. بدأت هذه البدعة منذ صراع علي ابن أبي طالب ومعاوية ابن أبي سفيان، ثم استمرت لتوطيد حكم السلاطين التي قسمت الوجود إلى عالم إسلامي خيّر وعالم آخر غير إسلامي وشيطاني هو الضلال والكفر ومصيره الهلاك. استمرت هذه البدعة في المذهب الوهابي الذي أحياها من جديد في العصر الحديث.
امتدت الفكرة المغلوطة لتكفير المسلمين ممن لا يثبتون ولاءهم لمؤمنين وعداوتهم للكافرين، وهذا لا يصح لأننا لا يجب أن نتجسس ونطلع على قلوب الناس ونحاسبهم ونحكم عليهم. الصواب هو الاعتراف بالآخر والتعايش معه في سلام، فلا يعني تحريف الديانة اليهودية والمسيحية عدم الاعتراف بهما. نحن نرفض التكفير للمسلمين ولغير المسلمين، فبدعة الولاء والبراء تشعل الفتن والعداوة والحروب بين الناس ولا يجب أن ينصب أحد من نفسه كمتحدث باسم المشيئة الإلهية ويدين الآخرين من العصاة.
يطعن الكاتب (وكتاب آخرون أيضا) في صحة العهدة العمرية المزعومة التي نسبت زورا لعمر ابن الخطاب بعد قرون من وفاته، لأنها تخالف القرآن وسنة وأعمال النبي ورحمة الإسلام، ولأنها لم تطبق أبدا بل عاش أهل الذمة من اليهود والنصارى في سلام يتمتعون بحياة كريمة في ظل الدولة الإسلامية، وكان لهم ممتلكات وثروات وحرية العبادة وتبوأ بعضهم مناصب في الدولة، عدا أيام الحاكم بأمر الله الذي كان يضطهد الشعب بأكمله لا غير المسلمين فقط. كان اضطهاد الأقليات الدينية شيء مؤقت و كان طبيعي عندما يشمل الاضطهاد كل فئات الشعب. الأرجح أن العهدة العمرية المزعومة دونت لاحقا لخدمة الحكام والسلاطين في استبدادهم وتوطيد مُلكهم.
انتهى مبرر الولاء والبراء بانتهاء الحرب على الإسلام بعد حروب أبي بكر على من خالفوا الدولة، لكن الفكرة عادت بسبب الظرف التاريخي المشار إليه أعلاه واستمر لخدمة الخلفاء، ومن أسباب هذه البدعة تأخر تدوين السنة 100 عام مما أفسح المجال لدس الأحاديث الموضوعة، بخلاف كارثة إتباع السلف بدون تفكير. يؤكد القرآن أن مهمة النبي اقتصرت على التبليغ لا التكفير والحكم على الناس، والله فرض التعددية والخلاف في المجتمع الإنساني حتى قيام الساعة. يقول الكاتب نعم للولاء لكل العالم ونعم للتعددية والتعارف مع الآخر، والولاء هنا بمعنى السعة والقبول والسهولة، فكل شيء حلال عادا ما حرمه القرآن بنص صحيح. لا للبراء لأن الإسلام ليس محكمة تفتيش للاعتقال والتكفير بل رسالة هداية ورحمة، كما أن مفهوم البراء ينافي الموضوعية وعصر الحريات والانفتاح على العالم ويتجاهل التطور وتغير الزمن.

Yes for Loyalty, no for animosity toward Non-Muslims

The author contends that such notions of hating all that is not Islamic and favoring all that is Islamic are wrong. Not all that is designated or described as Islamic is necessarily good, not all non-Islamic nations, things, theories, concepts….etc. are essentially evil. Islam can make use of other non-Islamic theories, concepts, and civilizations for the benefit of all Muslims. No one has the right or the authority to pass judgment on people as heretic, sinners or non-believers. Islam does not call for the animosity toward non-Muslims except in the case of war.
The relation between Muslims and the non-Muslim other should be based on mutual respect, cooperation, and reciprocity. The idea of inherent hatred toward non-Muslims was formed under certain historical and political conditions in the last centuries to serve the purposes of the rulers and warmongers. This false claim was supported by distorted interpretations of some Quranic verses and the insertion of fabricated hadiths in the Sunna. This horrible distortion was a flagrant violation to the Quranic teachings that urge peaceful coexistence and pluralism, with the latter as a rule that will exist until the end of the world. We cannot live in isolation in the age of liberties and technological development, and we should realize that time has changed now. Our loyalty should be now to our world community at large irrespective of religions, if we want to achive any progress in life for the benefit of Muslims.

No comments:

Post a Comment