Thursday, June 10, 2010

الرد على البابا







يعرض الكتاب النص الكامل لخطاب البابا بنديكت السادس عشر الذي أوقف الحوار بين الأديان وجعله حوار بين الحضارات والثقافات، ويفند الكاتب عدة أفكار وردت في هذا الخطاب، وخاصة الاتهامات الموجهة للإسلام: 1) أنه يجافي العقلانية 2) أنه انتشر بحد السيف 3) أن المسيحية أفضل منه وأكثر عقلانية. يعرض الكتاب بعد ذلك ردود أفعال مختلفة من الصحافة لمسلمين ومسيحيين وحتى كاثوليكيين.
في تعليق الكاتب على الخطاب أشار لعنصرية البابا لأنه ألماني الجنسية ومتعصب للجنس الآري وللمركزية الأوروبية، وأنه هاجم جميع الكنائس الأخرى بزعم أنه لا خلاص إلا عن طريق الكنيسة الكاثوليكية، وبذلك أساء للجميع لا للإسلام فقط، ووقع في خطا المقارنة بين الأديان والمفاضلة بينها على الرغم من أن الله أراد تعايش كل الأديان معا. أخطأ البابا عندما قال أن المسيحية دين عقلاني على عكس الأديان الأخرى وتناسى أن لكل دين غيبياته التي يؤمن بها الناس بالوجدان والضمير والقلب لا بالعقل المادي وحده والذي يجبر نقصه ويكمله العناصر الثلاثة سالفة الذكر. العقلانية التي تناولها البابا هي عقلانية أوروبا والحضارة الهيلينية التي جعلت الإنسان محورها وكانت وثنيتها وميثولوجيتها السبب في إقحام أفكار غريبة في اللاهوت المسيحي مثل التثليث وتأليه المسيح مما أبعد المسيحية عن العقلانية. انتقد البابا الكنائس البروتستانتية على الرغم من قربها للعقلانية أكثر من الكاثوليكية.
كان هجوم البابا على الإسلام في ثلاث نقاط 1) تعالي الله في الإسلام : نسي البابا أن مفهوم الإله في المسيحية إنساني مما يتفق مع وثنية حضارة أوروبا التي محورها الإنسان، بينما مفهوم الإله في الإسلام هو أنه خالق الكون ولا تدرك طبيعته العقول والأبصار بشكل مادي لأنه مطلق عن الحدود ورمز الكمال، وهذا الغيب لا ينافي العقل لأنه لابد للكون من خالق قادر على كل شيء ولا محدود. 2) انتشار الإسلام بحد السيف: تناسى البابا أية لا إكراه في الدين وأنه تاريخيا كان الجهاد للدفاع عن النفس وكان القتال ضد من أراد بالمسلمين سوءا أي دفاعا عن حرية العقيدة وزحفا لدعوة العدل والمساواة لشعوب عانت من الظلم والطبقية أي أنها فتوحات لها رسالة حضارية لا سياسية استعبادية كما كانت حروب الخلافة الأموية وما بعدها. 3) اتهام الإسلام بأنه غير عقلاني: معجزة الإسلام هي القرآن وتدبره بالعقل على عكس التعقيد اللاهوتي المنافي للعقل ويعد من أسرار الكنيسة لا يفقه العامة، وبالتالي اتهام الإسلام بتجاهل العقلانية هو إسقاط وإزاحة لعيوب الكنيسة.
أراد الكاتب تذكير البابا بعدة أمور: 1) الكنيسة أبعد ما تكون عن العقلانية وأقامت محاكم التفتيش لقهر وتعذيب وحرق المعارضين والمنشقين وشن الحروب الصليبية 2) انتشرت المسيحية بالإجبار والبطش في عدد من دول أووربا وهذا موثق تاريخيا، بخلاف اضطهاد اختلاف المذاهب 3) تعاطف البابا مع اليهود وإسرائيل تماشيا مع السياسة لا الدين المسيحي واستسلامه التام لليهود.
أورد الكاتب ردود كثيرة في الصحافة من المسلمين والمسيحيين العرب من جهة، وردود صحافة الغرب من جهة أخرى وكلها رغم فتورها وعدم قوتها أدانت خطاب البابا وانتقدته واتفقت أن للخطاب له مدلول سياسي، لكن كان أهم رد لكاثوليكي مصري شجاع، ورد آخر لكاتب إسرائيلي منصف أكد أن اليهود يدينون للإسلام لأنه أنقذهم بعد اضطهاد المسيحية لهم.
في الخاتمة يقترح الكاتب مواجهة البابا للاعتراف بموقفه من الإسلام بصراحة لأن طلب الاعتذار شيء هزلي وبلا طائل، فإن رفض فيجب سحب سفراء الدول الإسلامية من دولة الفاتيكان، وإن قبل العرض فسيضطر لمراجعة نفسه ليعود الحوار الهادئ بين الأديان من أجل التعايش في سلام واحترام الآخر.

Answering Pope Benedict XVI

The Pope accused Islam of being irrational, spread by the sword, and that Christianity is better that it is as it is more rational. This stirred controversy all over the Islamic world and through all Christian denominations. The Pope is a racist German man who has said no salvation except through Catholicism, dismissing other Christian denominations altogether, and that caused anger all over Europe. God wants for all religions to coexist peacefully on earth until the end of the world. Rationality of Christianity is refuted logically, as Europe is a materialistic civilization that deified human beings in its mythology and in its brand of Christianity as well, and Christianity is full of theological contradictions and obscure knowledge. The three accusations of the Pope leveled at Islam are refuted logically and rationally, while citing historical facts about Europe and the Islamic world. Islam is rational as its miracle is a book that will remain a challenge for all people forever, anytime, anywhere. The Pope forgot that there is no coercion in religion in Islam, and it could not be possibly spread by force or by the sword. The Pope has forgotten that his Catholic church created the horrible inquisition that burned hundreds of thousands of innocent people. He should apologize for his insulting Islam otherwise ambassadors of the Islamic countries in the Vatican would leave their offices.

No comments:

Post a Comment