Thursday, June 10, 2010

السيد رشيد رضا






على الرغم من رفض جمال البنا للسلفية لكنه يعترف بفضل الرواد مثل السيد رشيد رضا منشئ مجلة المنار ورائد السلفية الحديثة الذي واصل تجديد شباب الإسلام خلفا لجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده حيث تتلمذ على يد الأخير، فكان آخر عنقود المجددين: (الغزالي – ابن رشد – ابن تيمية – الأفغاني – محمد عبده). كان رشيد رضا منظما لا منظرا وكانت المنار منبرا ينبض بالحيوية والفكر، وبفضل تراكم المعرفة التي كان نهايتها رشيد رضا لما تمكن جمال البنا من بلورة دعوة الإحياء الإسلامي على هذا النحو، وبالتالي مع جهودهم صار الوقت مناسب والمناخ مهيأ للإصلاح وإعادة تأسيس منظمة المعرفة الإسلامية.
يكشف الكتاب ظروف نشأة رشيد رضا والمناخ الثقافي والإسلامي العام، ثم قصة استقراره في مصر ومساعدة محمد عبده له وإنشاء مجلة المنار، ثم يستعرض فكر رشيد رضا، الذي كان يدور حول: 1) تنقية العقيدة من الضلالات والغشاوات 2) وحدة وكرامة الأمة ومناهضة الاستعمار 3) تنظيم وتجديد الدعوة الإسلامية والاهتمام باللغة العربية وتطويرها. كل قضية يعالجها الكتاب في فصل مستقل.
كان أهم مجال في فكر رشيد رضا هو بلورة العقيدة وتنقيتها للتوصل إلى سلفية حديثة تواكب العصر، وألم رشيد رضا بمحاولات الفقهاء القدامى للتجديد واهتم بثورية الأفغاني لكنه تأثر أكثر بعقلانية محمد عبده، لكن فقهاء التقليد اعتبروا التجديد خروجا عن صحيح الدين. كانت سلفية رشيد رضا مرنة ورشيدة ولا تلتزم بالماضي إلا فيما يناسب العصر وتطوره فقط. كانت مجلة المنار منبرا للمساجلات والمناظرات بين التقليديين وأنصار السلفية الحديثة ونشرت العديد من المقالات في موضوعات شتى، كما كان له العديد من المؤلفات القيمة عن تكييف العقيدة لكي تواكب العصر.
كان المجال الثاني لرشيد رضا هو الأمة الإسلامية وسبل النهوض بها ومقاومة الاستعمار، وحدد موقفه السياسي والديني في قضايا شتى في كتبه ومقالاته، بينما كان المجال الثالث هو النهوض بالدعوة بأسلوب يناسب العصر ويطور اللغة العربية لكن مشروعه لتأسيس الدعاة في دار الدعوة والإرشاد فشل تماما لعدم ملائمة المناخ السائد وقتئذ له. يحسب للسيد رشيد رضا أنه تولى نشر الترجمة العربية لإنجيل برنابا الذي رفضته الكنيسة الكاثوليكية قبل مجيء الإسلام، ترجمة اللبناني د.خليل سعادة، باعتباره من كتب الأبوكريفا، وكان الإنجيل الوحيد الذي ينفي إلوهية المسيح المزعومة وصلبه وقيامته وبها بشارات عن مقدم النبي الخاتم محمد بن عبد الله. كان لمجلة المنار دور سياسي بارز ومساهمات في تطوير الأسلوب العربي الركيك الثقيل السقيم في التعبير ونظريات لإعداد الدعاة على أسس علمية ومحاولات جريئة لنفض غبار الغشاوات والخرافات التي لحقت بالإسلام وطمست معالمه، علاوة على الدعوة للتفكير العقلاني. ينتهي الكتاب بعدة ملاحق مهمة تبرز أهمية المشوار الرائد لرشيد رضا.


Mr. Rashid Reda, the Pioneer of Neo-Salafism

Although Mr. Gamal Al-Banna strongly urges for discarding Salafist thought altogether he acknowledges the pioneering role of his predecessors who paved the way by their thought to renew the Islamic faith by sifting through the huge body of ancient knowledge. Mr. Rashid Reda was the last of those pioneers, who enriched the Islamic library and thought with many invaluable volumes. He established Al-Manar, the Islamic widely read magazine that shaped the Islamic thought for a long time in the past, as it was the platform of many thinkers from all spectrums. His grand aims were: 1) renewing the body of Islamic knowledge to present what he called Neo-Salafism, 2) the unity and dignity of the Islamic nations under one banner, and resisting the foreign occupation, 3) renewing the Arabic language stylistics, 4) Establishing rules and an organization for preparing preachers of the Islamic call.
He advocated the idea of sifting through Salafist thought and heritage to choose from them only what suited people in the modern age, while discarding anything else, using rational methods. Traditionalists opposed his ideas very vehemently, and the atmosphere was not ready to adopt his views. Yet, his ideas bear fruit in the Islamic Revival Call. Mr. Rashid Reda was tutored and aided by the great Islamic thinker Mr. Mohammad Abdou, who advocated rationalism. He published (and authored) many invaluable, inspirational books on various issues, and people remember him for having had the gospel of Barnabas translated from English into Arabic for the first time in 1907. Although considered an apocryphal book by Christians, this gospel is important as it refutes the divinity and crucifixion of Jesus Christ, while containing the glad tidings of the advent of Prophet Muhammad, as the seal of all prophets.

No comments:

Post a Comment